سفراء الكربون في موانئ دبي العالمية: تحويل حاويات إلى صفوف مدرسية مستدامة

سعيد الطاير: تتبنى هيئة كهرباء ومياه دبي استراتيجية واضحة لتطوير الكوادر الوطنية وهي في سعي دائم لتحسين المهارات الخلاقة للشباب وتحفيزهم على الابتكار

سلطان بن سليم: تأسيس شراكات استراتيجية والمساهمة في برامج ومبادرات تعزز التنمية المستدامة وتسرع تحول الإمارات إلى الاقتصاد الأخضر في رأس قائمة أولوياتنا

في مبادرة جديدة ناجحة ضمن إطار برنامج سفراء الكربون الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي

استكملت هيئة كهرباء ومياه دبي وموانئ دبي العالمية، المحفز الرائد للتجارة العالمية، مشروع تحويل حاويات نمطية قديمة إلى قاعات دراسة، سيتم استخدامها في مخيمات اللاجئين، وذلك في مبادرة جديدة ناجحة ضمن إطار برنامج سفراء الكربون.

برنامج "سفراء الكربون" هو مبادرة أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي بالتعاون مع مركز دبي المتميز لضبط الكربون (كربون دبي) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتوفر الهيئة جميع الإمكانيات اللازمة لنجاح برنامج سفراء الكربون، وإشراك المعنيين في الأنشطة والبرامج التدريبية وورش العمل حول الاستدامة والتغير المناخي والبيئة.

وتقوم "موانئ دبي العالمية" برعاية البرنامج للعام الثاني على التوالي، إسهاماً منها في تحقيق أهداف برنامج سفراء الكربون الرامية إلى تعزيز ثقافة التنمية المستدامة في صفوف الخريجين الجدد والموظفين الشباب، عن طريق إشراكهم في مبادرات خضراء تنظمها عدة مؤسسات في القطاعين العام والخاص. وتمثلت مشاركة موانئ دبي العالمية هذا العام بتشكيل فريق عمل من موظفي الشركة لتصميم وتنفيذ مشروع تحويل الحاويات إلى صف مدرسي صديق للبيئة، باستخدام مواد مستدامة في تشييده، وتوظيف مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية لتغذية تشغيل معدات التكييف والأجهزة الإلكترونية.

وكانت قد أبرمت الهيئة اتفاقاً مع موانئ دبي العالمية التزمت الأخيرة بموجبه برعاية البرنامج، وفي هذا الإطار تمثلت رعايتها بتشكيل فريق عمل من موانئ دبي العالمية؛ ضم ثمان موظفات إماراتيات هنّ: علياء الجناحي، ومريم الزعابي، وسعيدة خميس، وسناء العوضي، وثريا العلي، وشذا الفلاسي، وخلود الجسمي، ونورة العلي، لتصميم وتنفيذ مشروع بيئي مستدام يدخل في منافسة مع مشاريع من قبل فرق أخرى ترعاها شركات مختلفة. وتم عرض جميع هذه المشروعات خلال الدورة الـ 18 لمعرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة "ويتيكس 2016" الذي نظمته هيئة كهرباء ومياه دبي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي، وذلك خلال الفترة من 4 إلى 6 من أكتوبر الجاري في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. كما قامت الشركة بمنح  جميع فرق العمل في برنامج سفراء الكربون ست حاويات لتنفيذ مشاريعهم.

وقد وظفت سفيرات الكربون من موانئ دبي العالميىة جهودهن في تصميم وبناء غرفة دراسة نموذجية مدفوعات بحماسة فائقة لخدمة قضية إنسانية هامة؛ ألا وهي توفير صفوف مدرسية مستدامة وآمنة للأطفال اللاجئين، وفي الوقت ذاته نشر الوعي بقضية بيئية ملحة وبأهمية تقليل من تأثير البصمة الكربونية من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة والممارسات البيئية السليمة مثل إعادة التدوير واستخدام بدائل للطاقة صديقة للبيئة.

وستتيح هذه المساحات المتميزة للأطفال اللاجئين الحصول على تقنيات مستدامة حقيقية مع تمكينهم في ذات الوقت من تطوير مهارات تفكيرهم نحو بناء مستقبل مستدام لمجتمعاتهم.

وبهذه المناسبة قال سعادة سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "سعياً منا لتنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتطبيق مبادرة سموه (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة) التي تهدف لجعل دولة الإمارات إحدى الدول الرائدة عالمياً في مجال التنمية المستدامة، ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، وبهدف المساعدة في تعزيز مكانة دبي كونها مركزاً عالمياً للتجارة والمال والسياحة والاقتصاد الأخضر، تنظم الهيئة برنامج سفراء الكربون بالتعاون مع (كربون دبي)، ونتبنى استراتيجية واضحة لتطوير الكوادر الوطنية، ونسعى دائماً لتحسين المهارات الخلاقة للشباب وتحفيزهم على الابتكار. وتلتزم الهيئة بإشراك الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فشباب اليوم هم قادة الغد الذين سيؤدون دوراً رئيسياً في صناعة القرار على جميع المستويات، وهذا هو في واقع الأمر هدف برنامج سفراء الكربون."

واختتم بالقول: "لقد حظي برنامج سفراء الكربون منذ انطلاقته بدعم كبير من جميع الجهات وحقق نجاحات كبيرة. وفازت الهيئة بجائزة المبادرة التدريبية للعام المقدمة من قبل مجلس الإمارات للأبنية الخضراء عن برنامج سفراء الكربون. وتهدف الهيئة من خلال البرنامج إلى إشراك الشباب في قضايا البيئة والاستدامة. ويعكس هذا الأمر جهودنا من أجل تحقيق أهداف حكومتنا الرشيدة بما يتوافق مع استراتيجية ضبط انبعاثات الكربون الهادفة إلى تحفيض الانبعاثات بنحو 16% بحلول عام 2020".

من جانبه، قال سعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية":"تعد الاستدامة من الجوانب الرئيسية التي نركز عليها كشركة تتمتع بحس عالٍ بالمسؤولية وتؤمن بأن المستقبل لا ينتظر بل بتوجب علينا اليوم القيام بما هو صواب لأنه الطريق الأفضل لبناء مستقبل مستدام لآجيالنا القادمة.  وبالطبع يأتي التعاون مع نظرائنا وتأسيس شراكات استراتيجية لتنفيذ برامج ومبادرات  تعزز التنمية المستدامة على المدى الطويل وتسرع تحول الإمارات إلى الاقتصاد الأخضر في رأس قائمة أولوياتنا. وتعكس رعايتنا لبرنامج "سفراء الكربون" منذ إطلاقه التزامنا بهذه الشراكات وتؤكد على مساهمتنا في تحقيق رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021 وفي تنفيذ استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" لجعل دبي مدينة متكاملة ذكية مستدامة ومبتكرة في إدارة مواردها وترسيخ مكانتها نموذجاً يحتذى به عالمياً في التنمية القائمة على الاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة. إن برنامج " سفراء الكربون " نموذج للشراكات البناءة ويشكل جزءا من استراتيجيتنا لإشراك الشباب الإماراتي في تعزيز التنمية المستدامة وتشجيع الابتكار في إيجاد الحلول للقضايا ذات التأثير على مجتمعنا".

وأضاف بن سليم: "يهدف برنامجنا العالمي للاستدامة ’عالمنا، مستقبلنا‘ إلى دمج الاستدامة في جميع جوانب أعمالنا، الأمر الذي يعني الاستثمار في الأفراد وفي حماية بيئتنا، وضمان أعلى معايير السلامة، واتخاذ الخطوات الازمة لبناء مجتمع حيوي وآمن ومرن وخلق إرث للأجيال المستقبلية، ولا شك بأن إشراك الشباب في رسم معالمه  أمر حيوي. وفي هذا السياق يسرني أن أرى سفراءنا المشاركين في برنامج "سفراء الكربون" يساهمون في رفاه العالم بهذه الطريقة، ويقومون ببناء المهارات والخبرات اللازمة لنقل معارفهم وإفادة المجتمعات حيث سيقودون دفة العالم مستقبلا ما يملي علينا تشجيعهم و تأهيلهم وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتولي مسؤولياتهم المستقبلية".

وقال نبيل بطل، مدير السلامة والبيئة  العالمية في "موانئ دبي العالمية" في سياق تعليقه: "لقد أشرفت موانئ دبي العالمية على الدفعة الأولى من سفراء الكربون، التي ضمت 29 طالباً إماراتياً، حيث أوكلت إليهم مهمة تصميم وتنفيذ خطة لتحويل أربع حاويات نمطية قياس 20 قدماً إلى مواقف حافلات ذاتية الاستدامة وصديقة بالبيئة. ونحن مسرورون لتجديد تعاوننا مع هيئة كهرباء ومياه دبي ومركز دبي للكربون من أجل حشد طاقات شبابنا في سبيل رسم معالم التنمية الاقتصادية الخضراء للبلاد."