4 مايو 2025
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
انطلاقاً من مكانتها الهامة بوصفها المزوِّد الحصري لخدمات الكهرباء والمياه في إمارة دبي، تمثِّل هيئة كهرباء ومياه دبي شرياناً أساسياً للحياة في الإمارة وأحد الأعمدة الأساسية والركائز المحورية في بنيانها. وتسهم الهيئة بفضل تطورها المستمر في رفد مسيرة التقدُّم والتنمية المستدامة في دبي بما يعزِّز مكانتها الرائدة على الصعيد العالمي. وكانت الهيئة منذ تأسيسها من أبرز المساهمين في النهضة الحضارية التي شهدتها الإمارة، إذ تتلاقى أبرز إنجازات الهيئة خلال تاريخها الحافل مع أهمِّ المحطَّات في مسيرة التطوُّر الاستثنائية لدبي عبر الأعوام. وتواظب الهيئة اليوم على أداء دورها الجوهري في تحقيق الأهداف الطموحة للإمارة من خلال مشاريعها الرائدة في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة والاستدامة والشبكات الذكية وعلوم الفضاء والبحوث والتطوير والاستدامة، فضلاً عن تحقيقها لأعلى النتائج العالمية في مختلف مجالات عملها، بما يعزِّز تنافسية دبي العالمية ويرسِّخ صدارتها عالميا.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "تفخر الهيئة بالدور المحوري الذي اضَّطلعت به في تعزيز مسيرة التنمية الحضارية في دبي، ونبذل الجهود الحثيثة لتحقيق المستهدفات الطموحة للإمارة كما خطَّها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، والتي تتواصل في ظلِّ القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وتتبنَّى الهيئة رؤية إمارة دبي ببناء مدينة مستقبلية مستدامة ذات بنية تحتية متقدِّمة ومرنة وقادرة على مواكبة جميع التغيرات وتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكَّانها وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والاستدامة، ونحرص على توظيف أحدث الأدوات الرقمية والتقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة للارتقاء بخدماتنا وعملياتنا التشغيلية وتحقيق المزيد من التقدُّم في مشاريعنا للطاقة النظيفة والمتجددة لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، وتعزيز التنافسية العالمية لإمارة دبي في مختلف المجالات. ونحرص بفعالية على تعزيز التقدم والتطور للارتقاء بمجالات عمل المؤسسات الخدماتية ودفع عجلة التطور في قطاعات طاقة المستقبل، وأنظمة المياه، والفضاء، واستشراف وصنع المستقبل المستدام."
التأسيس
اشتهرت إمارة دبي خلال عقدي الخمسينات والستينات بتطوُّر خدماتها المقدَّمة من خلال عدد من الإدارات الحكومية، وكان أبرزها خدمات الكهرباء والمياه، حيث كان المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم يبني مدينة لخمسين عاما قادمة. حيث أسَّس الشيخ راشد "شركة كهرباء دبي" و"دائرة مياه دبي" عام 1959، لتوفير الاحتياجات الأساسية من الكهرباء والمياه لسكان دبي، والتي كانت تضمُّ في ذلك الوقت 7 آلاف منزلاً فقط، وشكَّلت هاتان الدائرتان أساساً قوياً للانطلاقة الحضارية في دبي.
تطوُّر خدمات الكهرباء
افتتحت "شركة كهرباء دبي" عام 1961 أول 21 لوحة توصيل كهربائية، وكانت تولِّد الكهرباء بواسطة 4 مولِّدات تعمل بالديزل قدرة كل منها 360 كيلووات. وتزايد عدد اللوحات تزامناً مع النمو السكاني وما صاحبه من ارتفاعٍ في الطلب على الطاقة، حيث زاد الطلب على الكهرباء من 1.4 ميجاوات عام 1961 إلى 42 ميجاوات عام 1972، وبنت الشركة خلال هذه الفترة أول محطتين لتوليد الكهرباء في دبي، وهما المحطَّتان "A" و"B"، بقدرة إجمالية مقدارها 60 ميجاوات، وتمَّ الاستغناء عنهما نهائياً عام 1983، بعد إنشاء محطات جديدة أكبر وأكثر كفاءة من الناحيتين الاستهلاكية والاقتصادية. وفي عام 1974، بدأ العمل على إنشاء محطة السطوة الغازية (المحطة C)، واكتملت في عام 1978، وهي تضمُّ 16 توربيناً غازياً لتوليد الطاقة وتبلغ قدرتها الإجمالية 320 ميجاوات. وشكَّل عام 1979 بداية مرحلة جديدة من التطور لدى الشركة، حيث تم تشغيل المحطة البخارية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه (المحطة D) بجبل علي وإدخال نظام النقل بقدرة 132 كيلو فولت. وأنشأت الشركة كذلك محطة توليد للطاقة الكهربائية عام 1984 تضم توربينات غازية لتوليد الطاقة تدار أساساً باستخدام الغاز الطبيعي كوقود أولي مع استخدام الوقود السائل كوقود ثانوي إذا تطلب الأمر.
تطوُّر خدمات المياه
كانت المهمة الأساسية لـ "دائرة مياه دبي" عند إنشائها هي إيجاد مصادر جديدة للمياه الجوفية، حيث أشرف المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم على مراحلها الأولى خلال حقبتي الخمسينات والستينات، حتى أثمرت هذه الجهود عن العثور على مخزون من المياه الجوفية القابلة للاستهلاك البشري، والتي تراكمت من مياه الأمطار خلال آلاف السنين. وسارعت الدائرة بعد ذلك في مدِّ شبكة توزيع من الأنابيب، شملت أنابيباً قطرها 4 بوصات وبلغ طولها 1500 متر، وأخرى قطرها بوصتين وبلغ طولها 1480 متراً، إلى جانب عددٍ من المضخات الصغير، وكانت تزوِّد 49 مستهلكاً بالمياه في بيوتهم في نهاية عام 1961. وبحلول عام 1972، ومع التزايد الكبير في عدد المنازل والمنشآت الصناعية والتجارية في دبي، فضلاً عن السفن والبواخر التي كانت تقصدها، تم فتح آبار جديدة ومد خطوط توزيع جديدة للمياه، غطِّت جميع أنحاء الإمارة. ووصل إجمالي استخراج المياه من الآبار الجوفية، والتي تواجدت في العوير والوحوش والهباب، في عام 1977 إلى أكثر من 15 مليون جالون يومياً، وظهرت الحاجة إلى إيجاد مصادر اقتصادية بديلة لتوفير مياه الشرب والحفاظ على موارد المياه الطبيعية. انطلاقاً من ذلك، أمر المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بإنشاء محطات لتحلية مياه البحر تكون ملحقة بمحطة جبل علي لتوليد الطاقة الكهربائية (المحطة D)، وبدأ إنتاج مياه الشرب منها في يونيو عام 1979. ومع إنشاء محطات جديدة لتحلية المياه في السنوات التالية، انخفضت كميات المياه التي يتم استخراجها من الآبار الجوفية في يومنا هذا بشكل كبير.
هيئة كهرباء ومياه دبي
تأسَّست هيئة كهرباء ومياه دبي في الأول من يناير 1992 بموجب مرسوم أصدره المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، لدمج "شركة كهرباء دبي" و"دائرة مياه دبي" اللتين كانتا تعملان بشكلٍ مستقل منذ أن أسَّسهما المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عام 1959. وعملت المؤسَّستان بدعمٍ كاملٍ من حكومة دبي لتلبية احتياجات ومواطني سكان دبي من الكهرباء والمياه. وتقدِّم الهيئة خدماتها اليوم لـ 3.6 مليون نسمة من المقيمين في دبي إلى جانب أكثر من 4.8 مليون شخص خلال فترة النهار. وتبلغ القدرة الإنتاجية للهيئة 17.179 جيجاوات من الكهرباء و495 مليون جالون يومياً من المياه المحلاة.
وشهدت الهيئة منذ تأسيسها نقلة نوعية في خدماتها ومشاريعها، وذلك من خلال تبني مبادئ الابتكار واستشراف المستقبل والتحول الرقمي، وحرصها على توظيف أحدث التقنيات والأدوات وتطوير البنية التحتية للشبكات والكهرباء والمياه في دبي لتقديم خدماتها وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والاعتمادية والتوافرية، بما يلبِّي توقعات المتعاملين ويضمن سعادتهم. وحقَّقت الهيئة خلال السنوات العشر الأخيرة نتائج تنافسية تفوَّقت على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية، حيث سجَّلت أدنى مدة انقطاع للكهرباء على مستوى العالم في عام 2024 بمتوسط 0.94 دقيقة فقط لكل مشترك سنوياً، وهي أقل نسبة مسجلة على مستوى العالم، كما بلغت نسبة الفاقد في شبكة توزيع المياه 4.5% وهي من بين الأقل عالمياً.
كما تعمل الهيئة على رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في دبي، وذلك في إطار رؤيتها كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، من خلال العديد من المشاريع والمبادرات الرائدة، وعلى رأسها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 7,260 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وتبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها في المجمع 3,460 ميجاوات باستخدام الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، في حين تبلغ القدرة الإجمالية للمشاريع قيد الإنشاء في المجمع 1,800 ميجاوات باستخدام الألواح الشمسية الكهروضوئية. كما نفَّذت الهيئة مشروع الهيدروجين الأخضر، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، والذي ينتج نحو 20 كيلوغرام من الهيدروجين في الساعة، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 240 كيلوغرام من الهيدروجين. وتشكل الطاقة النظيفة نسبة 20% من القدرة الإنتاجية الإجمالية للطاقة في الهيئة حالياً، وتواصل العمل من خلال مشاريعها الحديثة والمتطورة، كالمحطة الكهرومائية في حتا ومبادرة الشاحن الأخضر للسيارات الكهربائية وغيرها، لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
كما إن نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي طورته الهيئة يُعد نموذجاً رائداً للشراكات، حيث حرصت الهيئة على جذب الاستثمارات ﻓﻲ مجال الطاقة والمياه، وتعزيز الابتكار، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة. وفي إبريل 2022، خطَّت الهيئة إنجازاً مفصلياً جديداً بإدراجها في سوق دبي المالي، وأصبحت أكبر شركة مدرجة في السوق بقيمة سوقية بلغت 124 مليار درهم (33.8 مليار دولار أمريكي). وشمل الطرح بيع 9 مليارات سهم، حيث فاقت قيمة الطلب الإجمالي على أسهم الهيئة طلبات الاكتتاب للأسهم المعروضة بواقع 37 مرة. وتواصل الهيئة تحقيق نتائج قياسية في الأداء المالي، حيث حقَّقت أعلى نتائج في تاريخها خلال الربع الثالث والتسعة أشهر الأولى من عام 2024 بإيرادات إجمالية بقيمة 23.5 مليار درهم.
ان هيئة كهرباء ومياه دبي هي قصة نجاح ملهمة، بفضل رؤية القيادة واستراتيجياتها الطموحة حيث أصبحت دبي نموذجاً يحتذى على مستوى العالم في تنفيذ المشاريع الكبرى الرائدة. فقد شهدت الهيئة تطوراً كبيرا على مر العقود، من البدايات المتواضعة إلى تحقيق الريادة في مجال الطاقة النظيفة والتحول الرقمي. كما عززت جهودها لمواجهة تحديات المستقبل وضمان استدامة الطاقة والمياه للأجيال القادمة عبر تبنيها خططا مستقبلية قائمة على الابتكار، والتقنيات، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة.