26 يوليو 2025
استقبل معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وفداً رفيع المستوى من شركة "شل"، برئاسة فاخر بدر، رئيس مجلس إدارة الشركة في العراق ودولة الإمارات العربية المتحدة. وضم الوفد كلاً من جيرالدين ويسينغ، كبيرة المحللين السياسيين في وحدة الرؤى الاستراتيجية والسيناريوهات؛ و حصة عبدالله، رئيس العلاقات الإعلامية لشل في الشرق الأوسط.
وخلال الاجتماع شاركت شركة شل رؤى من أحدث تقاريرها بعنوان سيناريوهات أمن الطاقة لعام 2025: الطاقة والذكاء الاصطناعي، والذي يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل أنظمة الطاقة العالمية من خلال ثلاثة مسارات مختلفة: الأرخبيلات، الأفق، والاندفاع. وتُعد هذه السيناريوهات أدوات استراتيجية مهمة لصناع القرار، حيث تساعدهم على استشراف التحديات المستقبلية، وتقييم المخاطر، وتحديد الفرص في مشهد الطاقة المتغير بسرعة. كما تناولت المناقشات فرص التعاون في دعم الاقتصاد الدائري والأخضر. واستعرض معالي الطاير المشاريع الرائدة التي تنفذها الهيئة في مجال الطاقة النظيفة، وفي مقدمتها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يُعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 3,860 ميجاوات، ومن المخطط أن تصل إلى 7,260 ميجاوات بحلول عام 2030 (المخطط الأصلي 5000 ميجاوات).
تستخدم المرحلة السادسة من المجمع، بقدرة 1,800 ميجاوات، أحدث تقنيات الألواح الشمسية الكهروضوئية ثنائية الأوجه، التي تتيح استخدام الأشعة المنعكسة على الوجهين الأمامي والخلفي، مع نظام تتبع شمسي أحادي المحور. وستوفر هذه المرحلة، التي يتم تنفيذها وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة، الطاقة النظيفة لنحو 540,000 مسكن، وستُسهم في خفض نحو 2.36 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
أما المرحلة السابعة من المجمع، فستبلغ قدرتها الإنتاجية 1,600 ميجاوات، مع إمكانية زيادتها إلى 2,000 ميجاوات، باستخدام الألواح الشمسية الكهروضوئية ونظام لتخزين الطاقة بالبطاريات بقدرة 1,000 ميجاوات لمدة 6 ساعات، وبسعة إجمالية تصل إلى 6,000 ميجاوات ساعة، ما يجعلها من أكبر المشاريع في العالم التي تجمع بين الطاقة الشمسية والتخزين. وقد أبدت 47 شركة عالمية اهتمامها بالمشاركة في تنفيذ المرحلة السابعة وفق نموذج المنتج المستقل، ما يعكس الثقة الدولية في خارطة طريق دبي للطاقة النظيفة.
وتحدث معالي الطاير عن مبنى "الشراع"، المقر الرئيس الجديد للهيئة، والذي سيكون أكبر وأعلى مبنى حكومي إيجابي الطاقة في العالم. وقد صُمم المبنى للحصول على شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED) البلاتينية، وشهادة النظام العالمي WELL الفضية للمباني الخضراء. وسيعتمد على منظومة تقنية متطورة تشمل إنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب حلول الطاقة المتجددة الحديثة، ما يضمن كفاءة تشغيلية استثنائية.
كما أشار معاليه إلى الإنجازات الرائدة التي حققتها الهيئة في مجال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت خارطة طريق استراتيجية لتكون أول مؤسسة خدماتية رقمية في العالم تعتمد الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها التشغيلية. ويتماشى هذا التوجه مع تصدّر الهيئة للمراكز الأولى عالمياً في 12 مؤشراً من مؤشرات الأداء الرئيسة في مجالات عملها. وفي عام 2024، سجلت الهيئة أقل معدل فاقد على مستوى العالم في شبكتى نقل وتوزيع الكهرباء، بلغ 2%، مقارنة بـ 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة. كما حققت أدنى معدل فاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه على مستوى العالم، بلغ 4.5%. بالإضافة إلى ذلك، سجلت الهيئة رقماً قياسياً عالمياً في معدل انقطاع الكهرباء، بمتوسط 0.94 دقيقة لكل مشترك سنوياً، مقارنة بمتوسط 15 دقيقة في الاتحاد الأوروبي.
وأكد السيد فاخر بدر التزام "شل" بدعم مسيرة التحول إلى الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، وأضاف: يسر شركة شل أن تشارك هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) رؤى من تقريرها حول سيناريوهات أمن الطاقة لعام 2025. تهدف هذه السيناريوهات إلى تحفيز الحوار وتقديم رؤى حول كيفية تسريع تقنيات المستقبل، وخاصة الذكاء الاصطناعي، لعملية التحول في قطاع الطاقة. يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة كبيرة على تحسين أنظمة الطاقة، وتعزيز مرونتها، وتحقيق كفاءات جديدة. ومن خلال الانخراط في هذه الحوارات المستقبلية، نسعى لدعم طموحات دولة الإمارات في بناء مستقبل طاقة أكثر ذكاءً واستدامة. وكما ورد في تقرير شل لسيناريوهات أمن الطاقة 2025، فإن الذكاء الاصطناعي يُعد أداة قوية تُمكّن من تسريع إزالة الكربون، وتحسين أنظمة الطاقة، وتحقيق كفاءات جديدة