18 أكتوبر 2015
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
خولة المهيري تشدد على أهمية الابتكار في مجالات الطاقة ولا سيما المتجددة، لمواجهة زيادة الاستهلاك وتحديات التغير المناخي ضمن وفد إماراتي ضم عدداً من القيادات النسائية من القطاعين العام والخاص: شاركت خولة المهيري، نائب الرئيس لقطاع التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة كهرباء ومياه دبي، عضو مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، ضمن وفد رفيع المستوى من القيادات النسائية الإماراتية من القطاعين العام والخاص في أعمال الدورة الحادية عشرة من منتدى المرأة العالمي للاقتصاد والمجتمع. وتأتي المشاركة الإماراتية في المنتدى الذي عقدت فعالياته في مدينة دوفيل الفرنسية في الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر الجاري بتوجيهات حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، وذلك في ضوء ما حققته الدولة من إنجازات لافتة في مجال دعم وتمكين المرأة على الصعيدين المحلي والإقليمي. على مدى ثلاثة أيام، بحث المنتدى عدداً من الموضوعات المهمة في سياق تعزيز دور المرأة وتمكينها من المشاركة في صناعة المستقبل، إضافة إلى تسهيل التفاعل وتبادل الخبرات والتجارب في عدة مجالات تشمل الأعمال والتعليم والعلوم والثقافة والطاقة. وفي مشاركتها ضمن جلسة نقاشية خلال المنتدى حول الابتكار والطاقة المتجددة أدارتها نينا غاردنر وشارك فيها كل من إيناس ابو حامد، مؤسسة شركة إتش تو جي أو باور، وتوم ميلر، مدير في كامبريدج إنيرجي بارتنرز وصوفي يول، مستشار في تيمبوس إنيرجي، شددت المهيري على أهمية دور الابتكار في قطاع الطاقة، ولا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة. وأضافت: لقد باتت الطاقة جزءاً لا يتجزأ من التنمية الاجتماعية والاقتصادية لشعوب العالم. وعلى الرغم من أهميتها، إلا أن الطاقة تتسبب في نحو 60٪ من إجمالي الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري حول العالم بناءً على تقارير عالمية، ما يحتم علينا ضروة الاعتماد على الطاقة النظيفة. ولن يتأتي ذلك إلا عن طريق تبني الابتكار ومواصلة البحث والتطوير لضمان التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة. وتتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة نهجاً ابتكارياً في إدارتها لقطاع الطاقة، ولا سيما المتجددة، لمواجهة التحديات في قطاع الطاقة والتي تتمثل في تزايد استهلاك الطاقة للوفاء بمتطلبات التنمية، والتغير المناخي، وغير ذلك من عوامل تشكل ضغطاً على مستقبل أمن الطاقة في العالم. وتولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أهمية كبرى لانتاج الطاقة النظيفة، حيث يقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله: تتطلع الإمارات إلى زيادة تنوع مصادرها من الطاقة، وتعمل على تنمية خبراتها في أسواق الطاقة العالمية والارتقاء بدورها الريادي كمركز عالمي للبحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة. كما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، العديد من المبادرات التزاماً من سموه بدعم التنمية المستدامة في الدولة، والتي عكست رؤية سموه حين قال نحن ندرك أن المحافظة على مواردنا من الطاقة ستكون واحدة من أعظم التحديات على طريق تحقيق التنمية المستدامة ولن يتأتى ذلك من دون تبني كافة شرائح المجتمع لمبادئ ترشيد الطاقة ضمن قيمها الأساسية، وسوف تكون الأجيال القادمة هي المستفيد الأكبر من هذه الإنجازات. وأضافت المهيري: نعتمد منهجية متكاملة لإدارة الابتكار الذي يعد مكوناً أساسياً من مكونات استراتيجيتنا ونموذج الأعمال الذي نعتمده. وإضافة إلى استقطاب استثمارات جديدة في مجال الطاقة بشكل عام، والطاقة المتجددة بشكل خاص، نعمل على تعزيز خبراتنا في هذه المجالات وتطوير قدراتنا الإنتاجية ما سيساهم في تحقيق نتائج ايجابية للجميع. وقد حققت دولة الإمارات خلال الأعوام العشرة الماضية تقدماً ملحوظاً في مجال أمن الطاقة، وتنويع مصادرها، ووزيادة كفاءة إنتاجها واستهلاكها، إضافة إلى التحول نحو الطاقة النظيفة، لتحقيق التنمية المستدامة انسجاماً مع رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى أن تكون الدولة من بين أفضل دول العالم بحلول 2021. وفي عام 2012، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة وطنية طويلة المدى لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات تحت شعار اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة تهدف من خلالها دولة الإمارات لتكون أحد الرواد العالميين في هذا المجال ومركزا لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إضافة إلى الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصاديا طويل المدى. وتشمل المبادرة مجموعة من البرامج والسياسات في مجالات الطاقة والزراعة والاستثمار والنقل المستدام، بالإضافة لسياسات بيئية وعمرانية جديدة تهدف لرفع جودة الحياة في الدولة. وأكدت المهيري على أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، وضمان توفير مصادر الطاقة. لذلك، تعمل على تعزيز موقع الدولة كمركز عالمي للبحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة. كما تطرقت المهيري إلى موضوع أمن الطاقة وأثره على التنمية الاجتماعية والاقتصادية حيث أشارت إلى أنه وفقاً لاحصاءات الأمم المتحدة التي صدرت أخيراً، يعاني أكثر من 1.4 مليار شخص في العالم من فقر الطاقة، أي انعدام خدمات الكهرباء، ونحو مليوني شخص، جلهم من النساء والأطفال، يموتون سنوياً جراء حرق الموارد الطبيعية للحصول على الطاقة لاحتياجاتهم الحياتية اليومية. وبحسب تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، تموت إمرأة كل دقيقة نتيجة مضاعفات تتعلق بالحمل أو الولادة، ويرجع ذلك في كثير من الأحيان إلى عدم توافر خدمات الكهرباء والإضاءة المناسبة، الأمر الذي يدفعنا لبذل مزيد من الجهود لتوفير طاقة نظيفة مستدامة وفي متناول الجميع. وأشارت المهيري إلى الدور الريادي لدولة الإمارات وأبرز مساهمات الدولة في مجال الطاقة النظيفة، وتعزيزها للابتكار في هذا المجال، والأهداف التي حددتها لتنويع مصادر الطاقة. فعلى سبيل المثال، تهدف استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، التي أطلقها المجلس الأعلى للطاقة في دبي في سبيل تنويع مصادر الطاقة لتشمل 71% من الغاز، و15% من الطاقة الشمسية، و7% من الفحم النظيف، و7% من الطاقة النووية. وقد استطاعت دبي أن ترفع نسبة مساهمة الطاقة الشمسية إلى هذه النسبة، نتيجة للتطورات الكبرى والأسعار التنافسية في تقنيات الطاقة الكهروضوئية خلال السنوات القليلة الماضية،. وتدعم هذه الأهداف استراتيجيات الحد من انبعاثات الكربون، والمشروعات الكبرى لانتاج الطاقة الشمسية، وعلى رأسها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي ستبلغ قدرته الانتاجية 3000 ميجاوات بحلول عام 2030، ويضم مركزاً للابتكار ومركزاً للبحث والتطوير، ومركز اختبار للطاقة الشمسية، وجامعة تعليمية، إضافة إلى مبادرة شمس دبي التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي لتشجيع أصحاب المباني السكنية والتجارية على تركيب الألواح الكهروضوئية لإنتاج الطاقة الكهربائية وربطها بشبكة الهيئة، والأطر القانونية التي تم وضعها لتنظيمها. وتابعت المهيري: رصدت هيئة كهرباء ومياه دبي 60 مليار درهم قيمة استثمارات في قطاع الطاقة على مدى السنوات الخمسة المقبلة، حيث تم تخصيص حوالي 150 مليون درهم منها للابتكار والبحث والتطوير، وذلك لتعزيز قدرات إنتاج المياه والكهرباء والطاقة المتجددة والشبكات الذكية، وما يتبعها من شبكات نقل وتوزيع داخل الإمارة. وأشارت المهيري إلى أن الابتكار عنصر رئيسي للنجاح في المستقبل على المدى الطويل في قطاع الطاقة النظيفة. وقد أعلنت دولة الإمارات 2015 عاماً للابتكار انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وأشارت المهيري أن هيئة كهرباء ومياه دبي تتبنى الابتكار في مختلف عملياتها، ما ساهم في تحقيقها نتائج متميزة كان لها أثر مهم في زيادة كفاءة الطاقة، حيث تمكنت الهيئة من تحسين كفاءة الإنتاج بنسبة 28.36% بين عامي 2006، و2014. كما تفوقت الهيئة على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية، وذلك بخفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى حوالي 3.26% مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وانخفضت نسبة الفاقد في شبكات المياه إلى نحو 9 % مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية. كما حققت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الرابعة عالمياً والأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سهولة الحصول على الكهرباء للعام الثاني على التوالي، بحسب نتائج تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2015 الصادر عن البنك الدولي. واختتمت الجلسة بنقاش حول التحديات التي تواجه الابتكار في مجال الطاقة النظيفة وتشمل التحديات الفنية والمالية، وغيرها، إضافة إلى الفرص المتاحة لضمان النمو المستدام في هذا المجال، مع التأكيد بضرورة دعم وتبني الحكومات للابتكار وإشراك القطاع الخاص، وخلق بيئة محفزة جاذبة للاستثمار في هذا المجال. وأعربت المهيري في ختام الجلسة عن سعادتها بالمشاركة في المنتدى ضمن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تمنّت لأعمال المنتدى النجاح في تعزيز دور المرأة في مختلف أنحاء العالم ووضع خطط عمل مبتكرة وملموسة لتشجيع مساهمة المرأة في الاقتصاد العالمي، وتعظيم إسهاماتها في تمكين المجتمعات. وحظيت الجلسة النقاشية التي شاركت فيها المهيري بحضور واسع من أعضاء الحكومات والأوساط الأكاديمية والثقافية والعديد من النساء الرائدات في مجالات مختلفة مثل تمكين المرأة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والطاقة.