24 نوفمبر 2015
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
خلال مشاركته في مؤتمر "التصميم والبناء المستدام" على هامش "الخمسة الكبار"
ألقى سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، الكلمة الرئيسة في مؤتمر "التصميم والبناء المستدام" الذي أقيم اليوم على هامش معرض "الخمسة الكبار" الذي ينظم في دبي في الفترة من 23 إلى 26 نوفمبر الجاري، ويعد أحد أكبر المنصات الإقليمية في مجالات الاستدامة، وكفاءة الطاقة، والتخطيط العمراني المستدام، والتصميم الهندسي.
في بداية كلمته، أشاد سعادة الطاير بالمؤتمر وبمعرض "الخمسة الكبار" الذي استطاع أن يرسِّخ مكانته في المنطقة، وأضاف: "يسعدني أن أرحب بكم في دبي، هذه المدينة التي لا تعرف حدوداً لطموحاتها، والتي تهدف إلى أن تكون المدينة الأذكى في العالم. ويعد تنوع مصادر الطاقة واستدامتها من أهم ركائز التحول نحو المدينة الذكية المستدامة، فالمدن الذكية تستخدم مواردها المتاحة الاستخدام الأمثل، لتوفر بذلك تجربة حياة سعيدة وتصبح المكان المفضل للعيش والعمل وجذب الاستثمارات ومقصداً سياحياً للزائرين. وأطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي ثلاث مبادرات ذكية تصب في إطار تحويل دبي إلى الإمارة الأذكى في العالم وهي "شمس دبي" لتشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب لوحات كهروضوئية تنتج الكهرباء من الطاقة الشمسية، و"التطبيقات الذكية من خلال عدادات وشبكات ذكية"، وتوفر العديد من المزايا للمتعاملين لتوفيرالوقت وترشيد الاستهلاك، و"الشاحن الأخضر" لإنشاء بنية تحتية ومحطات شحن للسيارات الكهربائية".
وتابع سعادته: "في شهر سبتمبر الماضي، اعتمدت الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، واتفق أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة على 17 هدفاً للتنمية المستدامة للعمل على تحقيقها خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة، من بينها ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، فالطاقة تلعب دوراً محورياً في معظم التحديات التي تواجه العالم اليوم، وتشير التوقعات إلى أن الطلب عليها سيزداد بنحو 60 بالمئة بحلول عام 2050. وبحسب الأمم المتحدة، يفتقر نحو 20 بالمئة من سكان العالم إلى الحصول على الكهرباء الحديثة، ويعتمد نحو ثلاثة مليارات شخص في العالم على الخشب والفحم والمخلفات لأغراض الطهي والتدفئة. ومن هنا، تظهر أهمية الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة".
وأشار سعادة الطاير إلى أن دولة الإمارات، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تولي اهتماماً كبيراً لموضوع تنويع مصادر الطاقة في الدولة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة/ وتواصل بناء مشاريع عملاقة للطاقة المتجددة ستساهم في الحفاظ على البيئة، وحماية مواردنا الثمينة. وتسعى رؤية الإمارات 2021 إلى تحقيق بيئة مستدامة في الدولة، كما تهدف خطة دبي 2021 إلى أن تكون الإمارة مستدامة في مواردها، ذات عناصر بيئية نظيفة، وصحية ومستدامة.
وتابع سعادته: "تعد الشمس أقدم مصادر الطاقة على الإطلاق فخلال ساعة واحدة فقط، ترسل الشمس إلى الأرض طاقة تكفي احتياجات البشرية لمدة سنة كاملة، إلا أن تقنية الألواح الكهروضوئية لتوليد الكهرباء لم تظهر سوى في خمسينات القرن الماضي، وخلال السنوات القليلة الماضية، تطورت تلك التقنيات وانخفضت تكلفتها بشكل كبير، فضلاً عن كونها طاقة طبيعية نظيفة لا تنضب. وقد حبانا الله تعالى في دولة الإمارات العربية المتحدة بشمس ساطعة طوال أيام السنة. لذا، فإن استغلالها بات ضرورة استراتيجية. وتأخذ مصادر الطاقة الشمسية المرتبطة بشبكة هيئة كهرباء ومياه دبي مسارين؛ الأول هو محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، ومن بين المشروعات الكبرى التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع القطاع الخاص، مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم (في موقع واحد)، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 3000 ميجاوات بحلول عام 2030. وسيسهم المشروع في خفض ما يقارب 2.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي يدعـم المبادرات والبرامج الخضراء التي تنفذها حكومة دبي لخفض الانبعاثات الكربونية، والثاني هو الحصول على الطاقة عن طريق أنظمة الطاقة الشمسية المتوسطة والصغيرة عن طريق تركيب ألواح كهروضوئية في المنازل والمباني، وربطها بشبكة الهيئة في إطار مبادرة "شمس دبي" التي أطلقتها الهيئة والتي تسمح لأصحاب المباني بتركيب لوحات كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتقوم الهيئة بربطها مع شبكة الهيئة، حيث يتم استخدام الطاقة التي يتم إنتاجها داخلياً مع تحويل الفائض إلى شبكة الهيئة، وإجراء مقاصة بين وحدات الطاقة الكهربائية المصدرة ووحدات الطاقة الكهربائية المستوردة خلال نفس مدة الفاتورة الصادرة لحساب الاستهلاك".
ونوه سعادة الطاير إلى أن استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 التي وضعها المجلس الأعلى للطاقة، تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة في الإمارة لتشمل 71% من الغاز، و15% من الطاقة الشمسية، و7% من الفحم النظيف، و7% من الطاقة النووية. كما أطلق المجلس استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة في يونيو 2013، وتضم ثمانية برامج رئيسية تشمل مواصفات وأنظمة المباني الخضراء، وتأهيل المباني القائمة، والتبريد المركزي للمناطق، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، ومواصفات رفع كفاءة الأجهزة، وكفاءة إنارة الشوارع. كما أنشأت هيئة كهرباء ومياه دبي شركة "الاتحاد لخدمات الطاقة" (الاتحاد إسكو) بهدف دعم شركات خدمات الطاقة في السوق وتحفيز أكبر لممارسات كفاءة الطاقة. ويتم حالياً العمل على إعادة تأهيل أكثر من 30 ألف مبنى قائم في دبي بحلول عام 2030.
وقد أسفرت جهود هيئة كهرباء ومياه دبي في مجالات كفاءة الطاقة في تحقيقها لنتائج عالمية متميزة تفوقت على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية في العديد من المجالات، فعلى سبيل المثال، انخفضت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى 3.26% مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وانخفضت نسبة الفاقد في شبكات المياه إلى 9.1 % مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية. كما تمكنت الهيئة من تحقيق أفضل النتائج العالمية في معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً، والذي بلغ 4.9 دقيقة انقطاع للمشترك مقارنة مع 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي. وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، في المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والرابعة عالمياً في الحصول على الكهرباء بحسب تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2016 الصادر عن البنك الدولي، وذلك للعام الثالث على التوالي.
واختتم سعادته كلمته بالقول: "وفق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المدينة الذكية هي التي تحقق سعادة الناس وتسهل سبل العيش وجودة الحياة مع كفاءة عالية في استخدام الموارد الطبيعية، إضافة إلى سلاسة الخدمات وتكاملها. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي نعمل على تحقيق هذه الرؤية في سبيل تحقيق خطة دبي 2021 التي تهدف إلى أن تكون دبي المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين".