9 نوفمبر 2017
استخدم الأزرار لتغيير نمط الرؤية
قم بالاستماع إلى محتوى الصفحة بالضغط على مشغل الصوت
اكتشف المزيد عن خيارات التصفح وإمكانية الوصول
شارك سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، في جلسة نقاشية بعنوان "الاستدامة – الطموحات المشتركة بين دولة الإمارات وفرنسا حول طاقة المستقبل" وذلك خلال انعقاد منتدى الأعمال الإماراتي-الفرنسي الذي نظمته "غرفة دبي" في جامعة زايد بمدينة دبي الأكاديمية. وشارك في الجلسة كل من سعادة/ محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وجان برنار ليفي، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة في مجموعة " إي دي إف"، وإيزابيل كوشر، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إنجي"، وأدارها فرانسيسكو سيلفيريو ماركيس، مدير شركة "سيرام" التابعة لمجموعة إينوفا.
تضمنت الجلسة نقاشات وأسئلة تمحورت حول مبادرات ومشاريع الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي. وفي سؤال حول الخطط الاستراتيجية التي وضعتها إمارة دبي لقطاع الطاقة للوصول بنسبة الطاقة المتجددة إلى 25٪، ورفع كفاءة الطاقة إلى 30% بحلول عام 2030، قال سعادة/سعيد محمد الطاير: "نسير وفق الرؤية الطموحة لقيادتنا الرشيدة الممثلة في سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، للتنمية المستدامة، ورؤيتها الثاقبة في استشراف المستقبل وتحقيق أهداف مئوية الامارات 2071 لتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال المقبلة، ورفع مكانة الدولة لتكون أفضل دولة في العالم، وكذلك استراتيجياتنا على المستويين الاتحادي والمحلي على النحو المنصوص عليه في رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021. وتتمثل أولويتنا الاستراتيجية بأمن امدادات الطاقة، وأن نصبح نموذجاً يحتذى على مستوى العالم في كفاءة واعتمادية الطاقة، والاقتصاد الأخضر والاستدامة. ودعماً لهذه الأهداف الطموحة، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء بحسب تقرير البنك الدولي لسهولة ممارسة أنشطة الأعمال 2018".
وأضاف سعادته: "لدينا استراتيجية شاملة لقطاع الطاقة، وقد ترجمناها إلى استراتيجيات عملية، حيث نعمل على تأمين إمداداتنا من خلال تنويع مزيج الطاقة ليشمل 7٪ من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي من الطاقة النظيفة بحلول عام 2020 و25٪ بحلول عام 2030 و75٪ بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، أطلقنا العديد من البرامج والمبادرات الخضراء بما في ذلك مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. ونعتمد في هيئة كهرباء ومياه دبي استراتيجية لتعزيز كفاءة الطاقة، ولدى الهيئة استراتيجية واضحة لإدارة الطلب على الطاقة والمياه، تسعى إلى خفض الطلب على الكهرباء والمياه بنسبة 30% بحلول عام 2030 من خلال 8 برامج تشمل مواصفات وأنظمة البناء الأخضر، وتأهيل المباني القائمة، والتبريد المركزي للمناطق، وإعادة استخدام مياه الصرف وأنظمة الري عالية الكفاءة، وبطاقات ومواصفات كفاءة الطاقة للأجهزة والمعدات، ورفع كفاءة أنظمة إنارة الشوارع، وبادرة "شمس دبي" لتركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح المباني لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وقد أنشأت الهيئة شركة "الاتحاد لخدمات الطاقة" (اتحاد إسكو) لدعم تحسين كفاءة الطاقة عبر إعادة تأهيل أكثر من 30 ألف مبنى قائم في إمارة دبي. وتقدر التكاليف التراكمية لهذا المشروع الاستراتيجي الطموح حتى عام 2030، بنحو 30 مليار درهم، في حين يبلغ الوفر بالقيمة الحالية نحو 82 مليار درهم أي بصافي وفورات إجمالية تصل إلى 52 مليار درهم.
وفي سؤال حول المشاريع الأولى التي تم إطلاقها في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، مثل أول عقود أداء الطاقة، والمشاريع التجريبية الأولى المتعلقة بالطاقة الشمسية، والتي وصلت إلى مرحلة ينبغي فيها توسيع قدراتها، وكيف تواجه إمارة دبي هذا الأمر، أجاب سعادته: "لدينا استراتيجية واضحة للطاقة النظيفة بحلول عام 2050، تتضمن 5 مسارات رئيسية هي البنية التحتية، البنية التشريعية، التمويل، بناء القدرات والكفاءات، توظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. والوصول إلى نسبة 75٪ من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، يتطلب قدرة إنتاجية تصل إلى 42,000 ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050. ولهذا السبب تقوم دبي ببناء مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 وفق نموذج المنتج المستقل، وباستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. لدينا حالياً 213 ميجاوات من الطاقة الشمسية بتقنية الألواح الكهروضوئية، و 800 ميجاوات أخرى قيد الإنشاء بتقنية الألواح الكهروضوئية ضمن المرحلة الثالثة من المجمع. كما نقوم أيضاً ببناء مشروع بقدرة 700 ميجاوات من الطاقة الشمسية المركزة. بالإضافة إلى ذلك، أطلقنا مبادرة "شمس دبي" التي تسمح لأصحاب المباني بتركيب ألواح كهروضوئية فوق أسطح المباني وربطها بشبكة الهيئة، حيث انتهينا حتى الآن من ربط أكثر من 450 نظاماً شمسياً على أسطح المباني في دبي، ولدينا طلبات أخرى في مراحل مختلفة من التنفيذ بقدرة إجمالية تزيد عن 180 ميجاوات. وبحلول عام 2030 سيتم إنتاج 100٪ من المياه المحلاة بواسطة الطاقة النظيفة والحرارة المفقودة، فيما ستسهم مشروعات تحسين كفاءة إنتاج الكهرباء والمياه في تحقيق وفورات تراكمية تصل إلى 70 مليار درهم، إضافة إلى خفض انبعاثات الكربون بمقدار 235 مليون طن بحلول عام 2030. في عام 2015، وفي إطار المسار الثالث لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، تم إطلاق "صندوق دبي الأخضر" بقيمة 100 مليار درهم لتمويل الاستثمارات في الطاقة النظيفة. وكما تعلمون تتطلب المشروعات الكبرى في مجال الكهرباء والمياه، إطاراً تنظيمياً قوياً، لذلك وفي إطار مسار البنية التشريعية، أنشأنا في دبي مكتب التنظيم والرقابة لقطاع الكهرباء والمياه، لتشجيع استثمارات القطاع الخاص. فعندما بدأت هيئة كهرباء ومياه دبي المرحلة الأولى من المجمع (مشروع 13 ميجاوات) كان أحد التحديات الرئيسة هو السعر. وقد طورنا خطة كاملة بهدف تلبية متطلباتنا وحصلنا على أرقام قياسية عالمية في أسعار الطاقة الشمسية (5.6 سنت / كيلووات ساعة للمرحلة الثانية بقدرة 200 ميجاوات في 2015 و 2.99 سنت / كيلووات ساعة للمرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات في 2016) و7.3 سنت لكل كيلووات ساعة للمرحلة الرابعة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات، وهو السعر الأدنى عالمياً بنظام المنتج المستقل. كما نجحنا في خفض الفاقد في الكهرباء إلى 3.3% وفي المياه إلى 8% وهي أفضل النسب في العالم".
وفي سؤال حول المبادرات التي تم تطويرها وإذا ما كانت هنالك فرص للتنمية في أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص، بحكم ما تقوم به في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي إيجاد فرص للشركات الإماراتية، أجاب سعادة الطاير: "لدينا أهداف طموحة نعمل على تحقيقها في جانبي إدارة العرض والطلب، حيث نولي أهمية كبرى لتحقيق سعادة المجتمع وجميع المعنيين. وتصل استثماراتنا حالياً إلى أكثر 80 مليار درهم بحلول 2021 وذلك لمواكبة النمو السريع في دبي، ونحن منفتحون للتعاون والشراكات المثمرة على المستويين المحلي والعالمي. كما نتوسع في مشروعاتنا الطموحة، ونعمل على تنفيذ مشروعات للطاقة بقدرة تصل إلى 4000 ميجاوات بالتعاون مع القطاع الخاص، وسنوياً، يتم إضافة من 200 إلى 300 ميجاوات من الطاقة الشمسية. كما تقوم هيئة كهرباء ومياه دبي بتطوير المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم بقدرة 800 ميجاوات بالشراكة مع الائتلاف الذي تقوده شركة مصدر ومجموعة "إي دي إف" الفرنسية من خلال شركة "إي دي إف انرجي نوفل" التابعة لها. وتعمل الهيئة مع شركة "إي دي إف" في المحطة الكهرومائية بالضخ والتخزين بقدرة 250 ميجاوات في سد حتا. ونحن لا نعمل فقط على بناء محطات إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة ولكننا نعمل أيضاً على تقليل الطلب على الطاقة والمياه بنسبة 30٪ بحلول عام 2030 من خلال استراتيجية إدارة الطلب والتي تتضمن عدة برامج من بينها إعادة تأهيل المباني وتوفر فرصاً استثمارية تقدر بنحو 30 مليار درهم للشركات المحلية والعالمية. ونتعاون كذلك مع "إي دي إف" في مشروعات البحوث والتطوير والتي تشمل تقنيات تخزين الطاقة والتكامل، وتطوير محطات الطاقة الافتراضية باستخدام الخوارزميات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتقييم الموارد الشمسية، وقياس الحد من الآثار على تقنيات الشمسية المركزة، ومشاركة البنى التحتية للبحوث في المشاريع التي نتعاون فيها، بالإضافة الى ذلك نتعاون مع مؤسسات عالمية في مجال البحوث والتطوير منها " المختبر الوطني للطاقة المتجددة"، التابع لوزارة الطاقة الأميركية، و"المركز الوطني الإسباني للطاقة المتجددة"، وشركة إينيل الإيطالية العالمية ، ومجموعة تاتا، وكيكبو وغيرها. كما نتعاون مع شركات فرنسية لتطوير لتطوير نظام "وات واي" لإنتاج الطاقة النظيفة عن طريق خلايا شمسية كهروضوئية يتم تركيبها فوق أسفلت الشوارع. وتقوم شركة "إنوجي العالمية -الشرق الأوسط" التي أسستها الهيئة مع مجموعة "راني" الفرنسية الرائدة في مجال حلول الإضاءة، لتصميم وتنفيذ أعمدة "منارتي" الذكية والتي تجمع العديد من المزايا والخواص المبتكرة بما في ذلك شحن السيارات الكهربائية، والشاشات التفاعلية، ولوحة شمسية كهروضوئية، وجهاز "واي فاي" لتوفير خدمة الإنترنت عريض النطاق، وأنظمة استشعار ذكية تقيس العوامل البيئية المحيطة. كما أطلقت الهيئة برنامج "الإلكترونات الحرة"، مسرّع الأعمال الدولي الذي يربط الشركات الناشئة مع أبرز الشركات الخدماتية في العالم، وأسسنا شركة جميرا العالمية للطاقة – وادي السليكون، وهي شركة تهدف إلى الكشف عن الفرص الاستثمارية والمساهمة في تحقيق أهدافنا المتعلقة بالبحث والتطوير والابتكار".