هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) | العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي يسلط الضوء على تجربة دبي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة خلال كلمته في مؤتمر الطاقة العالمي 2019

10 سبتمبر 2019

العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي يسلط الضوء على تجربة دبي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة خلال كلمته في مؤتمر الطاقة العالمي 2019

العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي يسلط الضوء على تجربة دبي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة خلال كلمته في مؤتمر الطاقة العالمي 2019

استعرض سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، تجربة دبي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة خلال كلمة رئيسية ألقاها في اليوم الثاني من فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مؤتمر الطاقة العالمي الذي ينظم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، تحت شعار "الطاقة من أجل الازدهار"، وتشارك فيه هيئة كهرباء ومياه دبي بصفتها الراعي المضيف للمؤتمر، الذي يعقد في أبوظبي خلال الفترة من 9-12 سبتمبر الجاري.

في بداية كلمته، رحب سعادة الطاير بضيوف دولة الإمارات العربية المتحدة، أول دولة عربية وأول دولة من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تستضيف مؤتمر الطاقة العالمي، وأضاف: "تؤكد استضافة هذا المؤتمر العالمي في العاصمة أبوظبي مكانة دولة الإمارات كمنصة مثالية لاستضافة المؤتمر الأكبر والأقدم والأكثر تأثيراً في العالم في مجال الطاقة، في ظل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتركيز على الطاقة المتجددة وتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة".

وسلط سعادة الطاير خلال كلمته الضوء على تجربة هيئة كهرباء ومياه دبي في مجال استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية يعتمد على التقنيات الإحلالية المبتكرة في توفير خدمات وحلول ذكية ورقمية في مجال انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، إضافة إلى انتاج الطاقة النظيفة بهدف تحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

وقال سعادته: "رغم امتلاكها أحد أكبر احتياطيات النفط على مستوى العالم، إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة استعدت مبكراً لوداع آخر برميل نفط، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "بدأنا في خطواتنا الأولى واستعداداتنا المبكرة لاستدامة مواردنا لوداع آخر قطرة نفط". واليوم تقود دولتنا الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، حيث نسير بثقة لتحقيق هذا التحول من خلال استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 الهادفة إلى زيادة إسهام الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% بحلول العام 2050، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتوفير 75% من إجمالي الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، لدينا استثمارات بأكثر من 86 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في الإمارة. وتبلغ القدرة الإنتاجية للهيئة اليوم 11,400 ميجاوات من الكهرباء و470 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً، وتقدم الهيئة خدماتها لأكثر من 900 ألف متعامل في دبي وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة والتوافرية".

وأضاف سعادة الطاير: "لدينا رؤية متكاملة لضمان أمن واستدامة الطاقة تتضمن ثلاثة محاور رئيسية؛ يتمثل المحور الأول في إنتاج المزيد من الطاقة النظيفة خصوصاً الطاقة الشمسية في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ومن أبرز مشروعاتنا لتحقيق هذا الهدف مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستصل طاقته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. ويتمثل المحور الثاني في فصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، حيث تهدف الهيئة إلى إنتاج 100% من المياه المحلاة بحلول عام 2030 باستخدام مزيج من مصادر الطاقة النظيفة والحرارة المهدورة. أما المحور الثالث فيتمثل في إعادة صياغة دور المؤسسات الخدماتية ورقمنتها، عبر تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الإحلالية كالذكاء الاصطناعي، والطائرات الروبوتية، وتقنيات تخزين الطاقة، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء وغيرها".

وأشار سعادة الطاير إلى أن الهيئة أطلقت عدة مبادرات لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 أبرزها:

أولا: تطوير إطار عمل للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من خلال نظام المنتج المستقل للطاقة مدعوماً بإطار تنظيمي قوي لمشروعات الطاقة النظيفة. ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، باستثمارات تصل إلى 13.6 مليار دولار، أحد المشروعات ضمن هذا الإطار، حيث ستصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، منها 4000 ميجاوات بتقنية الألواح الكهروضوئية و1000 ميجاوات بتقنية الطاقة الشمسية المركّزة. وقد ساهم نموذج المنتج المستقل في تحقيق أرقام قياسية عالمية في أسعار مشروعات الطاقة الشمسية وتعزيز النمو الاقتصادي، حيث يتطلب تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 قدرة إنتاجية تبلغ 42,000 ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050، وقد اجتذبت الهيئة استثمارات ضخمة إلى الدولة من القطاع الخاص والمصارف الأجنبية، مما أدى إلى زيادة التدفقات النقدية إلى اقتصاد دبي ودولة الإمارات.

ثانياً: بناء القدرات والمهارات الإماراتية، حيث عملت الهيئة على تطويرها وبنائها وفق أعلى المستويات العالمية، من خلال التعاون مع المنظمات والجامعات المحلية والعالمية العاملة في مجال الطاقة النظيفة.

ثالثاً: تقنيات ومتطلبات تخزين الطاقة، حيث تعد تقنيات ومتطلبات تخزين الطاقة عناصر أساسية بالنسبة للطاقة المتجددة التي تتسم بأنها متغيرة وغير مستقرة، لا سيما الطاقة الشمسية، المصدر الأكثر شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط، لذلك تعمل الهيئة على بناء أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد على مستوى العالم مع تخزين الطاقة الحرارية، ويستخدم هذا المشروع الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات، والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات، وستستخدم محطة الطاقة الشمسية المركزة منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات،  وتصل الاستثمارات الإجمالية للمشروع إلى أكثر من 4.3 مليار دولار، وسيتضمن المشروع بناء أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع 260 متراً، وأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة.

رابعاً: عملت الهيئة على زيادة الكفاءة وبدأنا رحلتها في أولى مشاريعها مع الجيل الأول من الألواح الكهروضوئية المزودة بأغشية رقيقة بكفاءة تصل إلى 11.8% فقط، واليوم نجحت بالوصول بالكفاءة إلى نسبة 19%. وبعد استخدامها لتكنولوجيا الخلايا الشمسية الأحادية، وتقنيات التنظيف الذاتي والنظام المتقدم لتتبع حركة الشمس، وصلت الزيادة في كفاءة إنتاج الطاقة إلى نحو 24%.

وتابع سعادة الطاير: "في دبي، نعمل على صياغة مستقبل رقمي جديد من خلال "ديوا الرقمية"، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، والتي تهدف إلى إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية، والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم بناءً على أربعة محاور: الأول: إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية، والثاني: تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة، والثالث: التوسع في استخدام الحلول المتكاملة للذكاء الاصطناعي، حيث ستكون دبي أول مدينة تقدم خدمات الكهرباء والمياه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أما المحور الرابع: فيتضمن إطلاق "منصة مورو" لتقديم حلول رقمية على المستوى المحلي والعالمي، كما نعمل على تنفيذ مشروعات رائدة ومبتكرة منها: محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة المائية المخزنة بقدرة 250 ميجاوات في حتا ، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي. ويبلغ العمر الافتراضي للمحطة 80 عاماً مع استجابة فورية للطلب على الطاقة وتوصيل الطاقة المنتجة بالكامل إلى الشبكة خلال 90 ثانية، ومشروع "الهيدروجين الأخضر" الرائد لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة النظيفة، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيتم تخزين الهيدروجين الذي يتم إنتاجه ومن ثم استخدامه في مجالات متعددة. وفي مبادرة جديدة ومبتكرة لاستخدام تقنيات الطاقة الشمسية، نقوم حالياً بدراسة تطوير وإنشاء محطات طاقة شمسية عائمة في مياه الخليج العربي، وتشمل دراسة الجدوى إعداد المتطلبات الفنية لإنشاء محطات عائمة لألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ونعمل على تحقيق التكامل بين إنتاج الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي، الأمر الذي سيسهم في الاستفادة من الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، لتحلية المياه وتخزينها في أحواض المياه الجوفية، ثم استرجاعها وإعادة ضخها إلى شبكة المياه عند الحاجة".

وأضاف سعادته: "تولي القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بالبيئة، وتسهم هيئة كهرباء ومياه دبي في ترسيخ دعائم الاستدامة بأبعادها الثلاث الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ضمن إطار مؤسسي ومنظومة متكاملة لضمان استدامة النتائج. ولتحقيق ذلك تعمل الهيئة على عدة مسارات تشمل إطلاق مشروعات رائدة في الطاقة المتجددة والنظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة، إضافة إلى إطلاق المبادرات الهادفة إلى ترشيد الاستهلاك وتقليل الانبعاثات الكربونية وتشجيع أفراد المجتمع على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المباني وربطها بشبكة الهيئة، واستخدام السيارات الكهربائية وغير ذلك من مبادرات وبرامج تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية وتعزز التحول نحو الاقتصاد الأخضر في دبي. وقد أسهمت جهود الهيئة، مع جهود المؤسسات الحكومية والخاصة في دبي، في تقليل صافي انبعاثات الكربون في إمارة دبي بنسبة 19% مقارنةً بسيناريو العمل المعتاد، قبل عامين من الموعد المستهدف، وبنحوٍ أفضل من الهدف المحدد في استراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021. كما حققت الهيئة سبقاً عالمياً تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن - الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الامريكية. ويعد التصنيف البلاتيني أعلى تصنيف في منصة قياس أداء الاستدامة للمدن ضمن إطار شامل يُمكّن المدن من قياس 14 مؤشراً في قطاع الطاقة والمياه ومعالجة النفايات والنقل والتجربة الإنسانية والتعليم والازدهار والمساواة والصحة والسلامة".

واختتم سعادة الطاير بالقول: "سنواصل في هيئة كهرباء ومياه دبي العمل مع جميع المعنيين من مختلف أنحاء العالم، لاستشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال تبني حلول مبتكرة تسهم في جعل قطاع الطاقة أكثر استدامة. وإنني على ثقة أن هذا المؤتمر سيخرج بنتائج مميزة تسهم في تعزيز التحول نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة في العالم".