معالي سعيد محمد الطاير يسلط الضوء على المشاريع الكبرى التي تنفذها هيئة كهرباء ومياه دبي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة

 تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تشارك هيئة كهرباء ومياه دبي في الدورة السابعة من منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات في دبي تحت شعار "نحو المستقبل"، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي ومعهد إدارة المشاريع. وبعد الافتتاح الرسمي للمنتدى، كرّم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بحضور معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات. وضمن فعاليات اليوم الأول من المنتدى، شارك معالي سعيد الطاير في جلسة نقاشية بعنوان "المشاريع الكبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة". وشارك في الجلسة كلٌ من معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة، والمهندس شادي ملك، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، وأدارها ريتشارد طومسون، مدير التحرير في مجلة "ميد".

خلال الجلسة النقاشية، سلط معالي سعيد الطاير الضوء على أهم مشاريع هيئة كهرباء ومياه دبي، وأكد أن الهيئة تعمل في إطار رؤية القيادة الرشيدة، والاستراتيجيات الاتحادية والمحلية بما في ذلك مئوية الإمارات 2071، والمبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واستراتيجية دبي للحياد الكربوني (صفرية الانبعاثات الكربونية) 2050.

رؤية القيادة الرشيدة

وقال معالي الطاير: "نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي في إطار رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتوفير بنية تحتية متطورة تواكب متطلبات التنمية المستدامة واحتياجات قطاعات الاستهلاك. ونعمل على تنفيذ هذه الرؤية من خلال خطط مدروسة تستند إلى أحدث أدوات استشراف المستقبل، وتعمل الهيئة على تطوير خطط توسعة البنية التحتية للكهرباء بناءً على توقعات الطلب، الأمر الذي يساعدنا على تعزيز القدرة الإنتاجية وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه وفق أعلى مستويات الجودة والتوافرية والاعتمادية والكفاءة."

مشاريع رائدة

أكد معالي الطاير أن الهيئة لديها مبادرات ومشاريع كبرى قائمة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة لتشمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والطاقة الشمسية المركزة، والطاقة المائية المخزنة، وتجربة الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة، وذلك جنباً إلى جنب مع مشاريع ومبادرات لزيادة كفاءة الطاقة، حيث تقوم بتحلية المياه من خلال الإنتاج المشترك للطاقة والمياه، الذي يتسم بالكفاءة ويعتمد على استخدام الحرارة الناتجة عن إنتاج الكهرباء لتحلية المياه. كما أوضح معالي الطاير أن الهيئة تعمل على تنفيذ مشروع تحلية المياه في مجمع حصيان بقدرة إنتاجية تبلغ 120 مليون جالون يومياً، باستخدام تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر وفق نظام المنتج المستقل للمياه. وتستهدف الهيئة بحلول عام 2030 إنتاج 100% من المياه المحلاة بواسطة الطاقة النظيفة والحرارة المهدورة.

ومن أبرز مشاريع الهيئة مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد بنظام المنتج المستقل على مستوى العالم، وستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وعند اكتماله، سيسهم المجمع في توفير أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وفي عام 2019، حصلت هيئة كهرباء ومياه دبي على أدنى سعر تنافسي عالمي بلغ 1.6953 سنت/‏‏‏دولار لكل كيلووات ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل، وذلك للمرحلة الخامسة من المجمع بقدرة 900 ميجاوات. وتستخدم هذه المرحلة أحدث تقنيات الألواح الشمسية الكهروضوئية ثنائية الأوجه التي تسمح باستخدام أشعة الشمس المنعكسة على الوجهين الأمامي والخلفي، مع نظام تتبع شمسي أحادي المحور لزيادة الكفاءة.

تبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها في المجمع 1530 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية، ولدى الهيئة مشاريع بقدرة 1333 ميجاوات قيد التنفيذ بتقنيتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة. وستصل نسبة القدرة الإنتاجية الإجمالية للهيئة من الطاقة النظيفة إلى 13.3% من إجمالي القدرة الإنتاجية، وذلك مع تدشين أعلى برج للطاقة الشمسية المركّزة في العالم بارتفاع 262.44 متراً وبقدرة 100 ميجاوات ضمن المرحلة الرابعة من المجمع. وعند اكتمالها، ستكون المرحلة الرابعة من أكبر مشروعات تخزين الطاقة على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار الساعة. كما تعمل الهيئة على تنفيذ محطة كهرومائية بتقنية الضخ والتخزين بقدرة 250 ميجاوات في حتا، وتُعد هذه المحطة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، وتصل سعتها التخزينية إلى 1,500 ميجاوات ساعة، وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وباستثمارات تبلغ نحو مليار و421 مليون درهم.

 وأشار معالي الطاير إلى أن القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة بلغت 11.38% من إجمالي مزيج الطاقة في دبي، وقد انخفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة 22% في عام 2019 و33% في 2020، لتتخطى بذلك النسبة المستهدفة في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 بأكثر من الضعف، حيث تهدف الاستراتيجية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021.

تحقيق الحياد الكربوني

وفي إجابته على سؤال حول ما حققته دبي حتى الآن في سبيل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، قال معالي الطاير: "تنفيذاً لرؤية القيادة الرشيدة، أجرينا دراسة معمقة حول كيفية تحقيق إمارة دبي للحياد الكربوني (صفرية الانبعاثات الكربونية) بحلول عام 2050، وقد كشفت الدراسة عن نتائج واعدة لبرامج وآليات تشمل قطاعات الطاقة والمياه، والنقل، والصناعة، والمباني، والنفايات، كما تتضمن الخطة الممكنات والنظم والبحوث والتطوير. ونعمل على تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ومبادرة الحياد الكربوني لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050."

وأشار معالي الطاير إلى أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب العمل في القطاعات الرئيسة جميعها بما في ذلك الطاقة والمياه، من خلال التوسع الهائل في إنتاج الطاقة الشمسية إلى جانب تخزين الطاقة؛ وتقنيات احتجاز الكربون في محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري، والنقل من خلال زيادة معايير كفاءة المركبات، والتحول إلى المركبات الكهربائية والمركبات التي تعمل بالهيدروجين؛ مع تعزيز استخدام وسائل النقل العام، والصناعة من خلال التحول من الوقود الأحفوري إلى الكهرباء والهيدروجين الأخضر .

بالإضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، عملت الهيئة على رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج إلى نحو 90% لتنافس أفضل المستويات العالمية، وقد أسهم تطبيق الهيئة لأحدث التقنيات المبتكرة في تحسين كفاءة الإنتاج بنسبة 33.41% بين عامي 2006 و2020، وأدى ذلك لتحقيق وفورات مالية كبيرة وخفض انبعاثات الكربون بنسبة 31%. وباستخدام تقنيات حديثة لرفع كفاءة الطاقة وزيادة فعاليتها من حيث التكلفة، تمكنت الهيئة من زيادة قدرتها الإنتاجية بأكثر من 893 ميجاوات بحلول عام 2021 مقارنة بعام 2003. وأوضح معالي الطاير أنه يجري العمل على إعادة تأهيل 30,000 مبنى قائم في دبي، من خلال شركة الاتحاد لخدمات الطاقة (اتحاد إسكو) التي أنشأتها الهيئة، لزيادة كفاءتها وبالتالي المساهمة في تقليل حجم الانبعاثات الكربونية.

تخزين الطاقة

في إطار جهودها لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز تقنيات إنتاجها وتخزينها، دشنت هيئة كهرباء ومياه دبي مشروعاً تجريبياً في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية لتخزين الطاقة باستخدام أنظمة بطاريات الليثيوم –أيون (Li-ion) من شركة تسلا العالمية، بقدرة تخزينية تصل إلى 1.21 ميجاوات وسعة 8.61 ميجاوات ساعة، ويعد المشروع التجريبي الثاني الذي أطلقته الهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، حيث أطلقت المشروع الأول بالتعاون مع شركة "أمبلكس الإمارات"، بهدف تركيب واختبار أنظمة بطاريات الصوديوم الكبريتية لتخزين الطاقة (NaS) بقدرة تخزينية تصل إلى 1.2 ميجاوات وسعة 7.5 ميجاوات ساعة ويعد أول مشروعات تخزين الطاقة على مستوى المؤسسات الخدماتية في المنطقة.

مشروع الهيدروجين الأخضر

يعد مشروع الهيدروجين الأخضر، الذي تم تنفيذه بالتعاون بين هيئة كهرباء ومياه دبي وإكسبو 2020 دبي وسيمنس للطاقة، في مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتم تصميم وبناء المحطة لتكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين بما في ذلك إنتاج الطاقة والتنقل والاستخدامات الصناعية.

وحول أهم مواصفات المشروع الناجح، أوضح معالي الطاير أن العوامل التي تسهم في نجاح المشروع تشمل: رؤية القيادة الرشيدة، والإدارة الفاعلة، والتنفيذ الناجح خلال الوقت المتفق عليه وضمن التكلفة المحددة، إضافة إلى الجودة المرتفعة.