12 نوفمبر 2012
خلال انعقاد مجلس الصداقة الإماراتي – السويسري في دورته الثالثة أكد سعادة/ سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي خلال انعقاد مجلس الصداقة الإماراتي – السويسري في دورته الثالثة ببرج الألماس- أبراج بحيرات جميرا بدبي، أن الهيئة تولي اهتماماً بالغاً لاستدامة الموارد تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث قامت هذا العام بمراجعة مخطط الإستراتيجية الخاص بها ليتماشى مع رؤيتها المتمثلة في كونها مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي وكذلك لتحقيق إستراتيجية إمارة دبي التي تهدف إلى دفع تعزيز التنمية المستدامة في الإمارة، متبنيةً شعار لأجيالنا القادمة. وتتلاقى رؤية الهيئة وإستراتيجية الإمارة في نقطة واحدة كونهما يشجعان على التوجه المؤسسي الشامل نحو الاستدامة من أجل الوفاء بالاحتياجات الحالية من المياه والكهرباء، مع ضمان الوفاء باحتياجات الأجيال القادمة. ويعقد مجلس الصداقة الإماراتي - السويسري دورته الثالثة بحضور سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الفخري للمجلس، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات العربية المتحدة ، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، وباسكال كوشبان، الرئيس السويسري السابق، الرئيس الفخري للمجلس من الجانب السويسري . كما يحضر المجلس في دورته الحالية عدد من الشيوخ والوزراء والدبلوماسيين ورجال الأعمال والمسؤولين من الجانبين الإماراتي والسويسري . وقال سعادة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي في كلمة ألقاها أمام المجلس: أن الهيئة وضعت في مقدمة أهدافها خفض معدل الفاقد في المياه والذي كان قد وصل آنذاك إلى مستوى غير مقبول. وبُناءً عليه، قمنا بتعيين استشاري عالمي يتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال حيث قام بعملية تحليل للأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة ومن ثم تم تقديم التوصيات والحلول لمعالجتها. ولقد أوضحت عملية المسح الشاملة التي تم إجراؤها على النظام بأكمله أن نسبة 24% من المياه كانت تهدر نتيجة للتسرب. وقد اتضح أن السبب الرئيسي في حدوث ذلك التسرب هو الأنابيب البلاستيك المستخدمة في عمليات التوصيل المنزلي والتركيبات المكونة من الحديد الزهر المستخدمة في أنظمة النقل والتوزيع. كما أظهرت عملية المسح كذلك أن نسبة 12% من معدلات الهدر كانت ناتجة عن عدم الدقة في عدادات المياه، ونسبة 2% ناتجة عن عمليات تنظيف الأنابيب. ومن اجل القيام بمعالجة كل هذه العيوب والأسباب، تم إسناد المشروع للعديد من المقاولين وتوزيع الأعمال وفقا للطبيعة الجغرافية لتوفير الوقت وتغطية شبكة المياه بأكملها. وأضاف سعادته: لقد كان من نتائج ذلك قيامنا باستبدال كافة التمديدات المصنوعة من الحديد الزهر بأخرى مصنوعة من الألياف الزجاجية المقواة، كما تم استبدال كافة التوصيلات المنزلية بأنابيب متطورة مصنوعة من مادة البولي ايثيلين، كما تم كذلك تغيير كافة العدادات واستبدالها بعدادات جديدة متطورة تم اختبار كفاءتها والتأكد منها. كما ساعدت عملية المسح الشامل التي تم إجراؤها في القضاء على مشكلة تسرب المياه نتيجة عدم تمكن العدادات من تسجيلها، وعليه فقد تم تركيب عدادات جديدة ذات مواصفات عالية. وقد أدت هذه المشروعات إلى نجاح الهيئة في خفض معدلات الفاقد في المياه من 40% إلى 15% في خمس سنوات فقط، وقد واصلت الهيئة مسيرتها في هذا الصدد من خلال تطوير شبكة المياه والتي أدت إلى خفض معدلات الفقد لتصل إلى 11.26% في منتصف عام 2012 . وأوضح سعادته: قامت الهيئة باستثمار حوالي 450 مليون درهم في هذه المشروعات مما أدى إلى تحقيق وفورات تزيد على الستة مليارات درهم وهي قيمة تكلفة ما تم توفيره من مياه كانت تتعرض للهدر. ونتيجة لهذا الانجاز الهام، فقد أخذت الهيئة على عاتقها تحدي جديد وهو خفض معدلات الفاقد في المياه إلى 6% بحلول عام 2016، حيث قمنا في سبيل ذلك بوضع خطة عمل تضم الأهداف التالية وتحدد الميزانية المطلوبة: ويشتمل الهدف الأول على استبدال كافة العدادات الحالية بعدادات ذكية جديدة تتسم بالمزيد من الدقة، وما يتبعه من تحديث وتطوير نظام الفواتير الذي سيعزز من الخدمات المقدمة للمتعاملين، مما سيتيح عملية المراقبة المباشرة لمعدلات الاستهلاك. وسوف تتيح هذه الخطوة للهيئة إمكانية إخطار متعامليها في حال وجود أية إشارات تدل على خلل في معدل الاستهلاك وفقا للمقارنة بمتوسط معدلات استهلاكهم. أما الهدف الثاني فيتمثل بوضع نظام عدادات للمناطق يتم تخصيصه لكل منطقة على حده ويتم توصيله بنظام سكادا لدينا، وهذا من شأنه أن يتيح للمستهلكين القيام بمراقبة متواصلة للاستهلاك الكلي ومقارنته بمعدل الاستهلاك في العداد الرئيسي لكل منطقة. وسوف يؤدي ذلك إلى سرعة تحديد أي تسرب في نظام التوزيع ومعالجته حال وقوعه. وسوف تواصل الهيئة جهودها الحثيثة والمتواصلة من اجل تحسين عمليات التشغيل وعمليات الصيانة لخفض وقت الاستجابة لأدنى معدلاته حتى يتم تحديد أي خلل وإصلاحه في أقل وقت ممكن. ومن جهة أخرى، تواصل الهيئة حملاتها المكثفة الرامية إلى ترشيد الاستهلاك والتي تستهدف كافة مستويات المجتمع وشرائحه المختلفة من طلاب المدارس والجامعات وصولا إلى المتعاملين، حيث تركز هذه الحملات على إبراز أهمية المياه كمصدر بالغ الأهمية، وكيف يكمن للجميع أن يؤدي الدور المنوط به ويتحمل المسؤولية من اجل تحقيق استدامة المياه لنا ولأجيالنا القادمة. ويبحث المشاركون في الاجتماع سبل التركيز على إيجاد طرق جديدة للحفاظ على المياه للأجيال القادمة، كما سيناقش المشاركون والمتحدثون من خلال سلسلة حوارات متتالية في ورش عمل متخصصة إمكانية الحفاظ على استدامة المياه باعتبارها واحدة من أكبر التحديات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي لجميع الشعوب .