5 أكتوبر 2016
خلال مشاركته في جلسة نقاشية في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر
شارك سعادة/ سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورئيس اللجنة المنظمة للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، في حلقة نقاشية خلال القمة التي تعقد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تحت شعار رئيسي "دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر العالمي" يومي 5 و6 أكتوبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
ناقشت الجلسة التي عقدت تحت عنوان "توفير رؤوس الأموال لتمويل المشاريع الخضراء" سبل الوصول إلى فهم مستفيض حول كيفية تمويل اتفاقية باريس لتغير المناخ، وأفضل الممارسات في مجال التمويل الأخضر مثل تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والصناديق والسندات الخضراء.
شارك إلى جانب سعادة الطاير كل من سعادة محمد أبو نيان، رئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور، وزنغمنغ ليو، المدير العام لصندوق طريق الحرير، وتانغوي كلاغوين، رئيس فريق الاستدامة المصرفية في بنك كريدي أجريكول سي آي بي، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر. وأدار الجلسة ايفو دي بور، الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بتغير المناخ.
خلال مشاركته في الجلسة، سلط سعادة الطاير الضوء على مبادرة "صندوق دبي الأخضر" التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، أواخر العام الماضي، حيث أشار إلى إنه يتم حالياً تأسيس صندوق دبي الأخضر لدعم أهداف الاقتصاد الأخضر في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتصل قيمة الصندوق إلى 100 مليار درهم. وستقدم هيئة كهرباء ومياه دبي ومستثمرون محليون وعالميون نواة رأس مال الصندوق. ومن المتوقع أن تصل قيمة الاستثمارات الخضراء إلى 30 مليار دولار في دبي بحلول عام 2030.
وأشار سعادة الطاير إلى أن "صندوق دبي الأخضر" ينسجم مع كل من رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية إدارة الطلب على الطاقة واستراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء والأهداف المتعلقة بالمناخ وفق استراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية ومساهمة دولة الإمارات الوطنية المحددة في خفض الانبعاثات العالمية (NDCs).
كما نوه سعادته إلى أن التمويل الأخضر يعد أحد المسارات الرئيسة الخمس التي ترتكز عليها استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، وهي: البنية التحتية، والبنية التشريعية، والتمويل، وبناء القدرات والكفاءات، وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. وتهدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة إلى تحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، بما يسهم في جعل دبي ضمن المرتبة الأولى عالمياً بين المدن الأقل في البصمة الكربونية بحلول 2050.
وسيساهم صندوق دبي الأخضر في توفير وتشجيع تمويل المبادرات الخضراء الحيوية في دبي من خلال القروض الخضراء. كما يلعب الصندوق دوراً محفزً في السوق جنباً إلى جنب مع المؤسسات المالية، بما يسهم في بناء وتسريع القطاع الأخضر. ويتولى إدارة الصندوق فريق من هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة في دبي، مدعوماً بكونسورتيوم دولي يتولى وضع الاستراتيجيات وإدارة التمويل والاستشارات القانونية.
وحول آليات التمويل الخضراء التي تدفع نمو الاقتصاد الأخضر، أشار سعادة الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي في الوقت الحالي، تستثمر أموالها الخاصة في العديد من المشاريع والشركات التابعة لها. كما تعتمد نظام المنتج المستقل لتمويل المراحل الأولى من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. ومن شأن إطلاق "صندوق دبي الأخضر" جذب الاستثمارات وتقوية العلاقات بين القطاعين العام والخاص لدعم المشاريع والحلول المستقبلية الخضراء.
ورداً على سؤال حول دور الحكومات، والإشارات التي يرسلها القطاع العام لمجتمع الاستثمار، قال سعادة الطاير: "أود أن أكرر أن الحكومات تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز الأطر التنظيمية وسياسات العمل الوطنية، وتوفير بيئة محفزة، وتوفير الحوافز لجذب الأموال والاستثمارات الخاصة لدعم النمو الاقتصادي المستدام، وتغيير نمط التفكير لدى المجتمع، وتحفيز الابتكار وتهيئة الإمكانات الملائمة لبناء الطاقات والقدرات لمواكبة الاحتياجات المستقبلية للاقتصاد الأخضر. ويرافق نموذج التحول هذا تحولاً في أدوار الحكومة، لتنتقل من كونها اقتصاد يعتمد على الاستهلاك إلى الاستدامة التي ترمي إلى تخفيض البصمة الكربونية ومراعاة قضايا المناخ وتحقيق كفاءة المصادر. ويبرز التزام دبي من خلال إطلاق مبادرة "دبي الذكية" التي أعلنها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، والتي تهدف إلى جعل دبي أسعد وأذكى دولة في العالم. ومن أبرز سمات المدن الذكية أنها متكاملة ومتصلة، مستدامة في مواردها، وذات عناصر بيئية نظيفة وصحية ومستدامة وخضراء. وأعتقد بأن إعلان وتطبيق جميع هذه المبادرات والسياسات يبرز التزامنا الراسخ والصادق بتحقيق هذه الأهداف".
وحول نوعية المشاريع الخضراء التي سيمولها الصندوق أو يستثمر فيها، أشار سعادة الطاير إلى إرساء تعريف دقيق ومقبول على مستوى العالم لمفهوم المشاريع "الخضراء" في إطار "صندوق دبي الأخضر". ويشتمل هذا التعريف على المشاريع التالية: كفاءة الطاقة وإدارة الطلب على الطاقة والطاقة الشمسية وغيرها من أنواع الطاقة المتجددة، والإدارة المستدامة للمياه، والإدارة المستدامة للنفايات وتخفيضها، ومبادرات أخرى مبتكرة تسهم في إزالة الأثر الكربوني، والحد من التلوث وتقليل الاعتماد على المصادر الطبيعية. ولا تندرج من هذه الفئة المشروعات ضمن خطط دبي في مجالات الطاقة والمياه مثل الفحم النظيف ومحطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي.
الجدير بالذكر أن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تنظم بالشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي تحت مظلة المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وبالتعاون مع شركة وورلد كلايميت ليمتد، وبدعم من الأمم المتحدة. وتتزامن مع الدورة الثامنة عشرة من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس 2016) ومعرض دبي للطاقة الشمسية 2016.