7 أكتوبر 2016
خلال مشاركته في جلسة حوارية حول الاستدامة والتقنيات الذكية في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر
في اليوم الثاني للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي تنظم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله، وتحت شعار "دفع مسيرة الاقتصاد الأخضر العالمي"، شارك سعادة/ سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس اللجنة المنظمة للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، في حلقة نقاشية بعنوان "الاستدامة والتقنيات الذكية والناس"، وذلك في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وشارك إلى جانب سعادة الطاير، في الجلسة التي أدارتها سعادة الدكتورة/ عائشة بن بشر، المدير العام لمكتب مدينة دبي الذكية، كل من سعادة مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وسعادة حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي، وستيف سكادرون، عمدة مدينة أسبن، ومورالي سيفارامان، رئيس نمو الأسواق في شركة فيليبس للإضاءة، وزافييه جوزيف، الرئيس التنفيذي لشركة فيوليا في الشرق الأوسط.
وفي إجابته لسؤال حول ما يمكن عمله لتشجيع تبني وتسهيل وتطوير المدن الذكية، أشار سعادة/ سعيد محمد الطاير إلى أنه: "نعمل في دبي بدأب لتحقيق مبادرة "دبي الذكية"، التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تهدف إلى تحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم. وفي إطار تحقيق هذه الرؤية، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي ثلاث مبادرات ذكية. الأولى "شمس دبي" تهدف إلى تشجيع أصحاب المباني على تركيب الأنظمة الشمسية الكهروضوئية وربطها بشبكة الهيئة، والثانية هي "التطبيقات الذكية من خلال شبكات وعدادات ذكية"، أما المبادرة الثالثة فهي "الشاحن الأخضر" لإنشاء البنية التحتية ومحطات شحن السيارات الكهربائية".
ولفت سعادته إلى:"أن المؤسسات الخدمية حول العالم ليست متكاملة مع بعضها البعض، حيث تتولى شركات منفصلة كل من الإنتاج والنقل والتوزيع، أما دبي فلديها نظام متكامل لتوفير إمدادات مستمرة وموثوقة من الكهرباء والمياه للمواطنين والمقيمين، موضحاً أن الشبكة الذكية عنصر أساسي في استراتيجية الهيئة لتطوير بنية تحتية متقدمة تدعم تحول دبي إلى مدينة ذكية. وتعد تلك الشبكة حجر الأساس في تعزيز كفاءة استخدام الطاقة واستدامة الموارد. وتتضمن استراتيجية الشبكة الذكية 11 برنامجاً باستثمارات تبلغ 7 مليارات درهم (2 مليار دولار). وستكون الشبكة الذكية التي تقوم بتطويرها الهيئة أول شبكة متكاملة في العالم تغطي مراحل الإنتاج والنقل، وأنظمة التوزيع للمتعاملين، وتتضمن العديد من المكونات والعناصر الذكية بما في ذلك المنازل الذكية. ووضعت في هذا الإطار برامج تعزز تخفيض الطلب على الطاقة، وادارة كفاءتها وتحسين العمليات التشغيلية وآليات العمل المنفَّذَة تحت مظلة استراتيجية الشبكات الذكية. وتشتمل هذه البرامج على بنية تحتية متطورة في قياس بيانات الاستهلاك، و إدارة الأصول، وإدارة الطلب على الطاقة، وأتمتة التوزيع، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وأتمتة المحطات الرئيسية، وتكامل الأنظمة، والاتصالات، وكفاءة واعتمادية وتوإفرية امدادات الطاقة، والبيانات الضخمة، والأمن الإلكتروني ".
وفي إجابته عن سؤال حول تعريفه المدينة الذكية، أوضح سعادة الطاير: "وفقاً لرؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، المدينة الذكية هي المدينة التي تتيح إدارة كل مرافقها وخدماتها عبر أنظمة إلكترونية ذكية ومترابطة وتتيح توفير الإنترنت عالي السرعة لجميع السكان في الأماكن العامة وتوزيع أجهزة استشعار في كل مكان لتوفير معلومات وخدمات حية سلسة تستهدف الانتقال لنوعية حياة جديدة لجميع سكان إمارة دبي وزوارها تحقق سعادة الناس وتسهل سبل العيش وجودة الحياة مع كفاءة استخدام الموارد وسلاسة الخدمات وتكاملها. كما أن المدينة الذكية مكان لأفراد مبدعين وممكنين في مجتمع متماسك يعمل ضمن منظومة اقتصادية مستدامة وتنافسية بمعايير عالمية باستخدام أحدث التقنيات وعناصر الابتكار الإبداعي. ويعد الإبداع والابتكار التقني أحد أهم الممكنات الأساسية لضمان توفر بيئة محفزة ومبدعة بغرض الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بالمدن الذكية وذلك لإنشاء منظومة تواصل مجتمعي وبنى تحتية ميسرة وكفوءة في مجالات التنقل والاتصالات وخدمات الكهرباء والمياه والتعليم وغيرها. ولا يخفى على أحد أن موارد المياه والطاقة والتي تعاني من شحها الكثير من المجتمعات في العالم تعد من الموارد الداعمة لحياة الناس وأساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث إن من آفاق المدن الذكية توفير الطاقة والمياه للجميع والتركيز على الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة و تقليل الأثر البيئي".
وأشار سعادة الطاير إلى أن الناس هم ركيزة المدن الذكية وأداتها الأساسية للتطوير المستمر والابداع والابتكار حيث يشكلون بفعاليتهم الدعامة الصلبة لنهضة هذه المدن وتطورها. ومن أهم العناصر اللازمة لنمو وتطور المدن الذكية التعاون الوثيق بين كافة المعنيين سواء جهات التطوير الحضري أو مقدمي خدمات المياه والكهرباء والاتصالات والمواصلات والتعليم والصحة وغيرها من القطاعين الحكومي والخاص. ويتعين طرح الاتصال المعرفي ذو الجودة العالية وتفعيل البنية التحتية المجتمعية والتأكد من توفير الأدوات الكافية لقادة مدن المستقبل الذكية حتى يتمكنوا من تحليل البيانات ورصد التوقعات والمفاجآت والاستجابة لها واتخاذ القرارات المناسبة وإيجاد الحلول الفعالة والكفؤة في إطار الإستخدام الأمثل للموارد.
وأضاف سعادته: "تولي إمارة دبي اهتماماً كبيراً بموضوع الاستدامة البيئية وتعزيز سعادة ورفاهية المواطنين والمقيمين والزائرين ضمن بيئة مثالية وصحية للناس، وهي في طريقها إلى أن تصبح مدينة ذكية ومتكاملة ومتصلة، مستدامة في مواردها، وذات عناصر بيئية نظيفة وصحية ومستدامة. وتولي هيئة كهرباء ومياه دبي اهتماماً كبيراً بالبحوث والتطوير في مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة ومن أهمها مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وذلك في إطار تحقيق رؤيتها في أن تصبح مؤسسة مستدامة مُبتكِرة على مستوى عالمي، ودعم استراتيجية دبي للابتكار التي تهدف إلى أن تكون دبي المدينة الأكثر ابتكاراً في العالم".
وحول المقومات الرئيسية لتحويل المدن إلى مدن ذكية، وكيفية إدارة الترابط بين كل من السكان والتقنيات الذكية، والاستراتيجيات المتعلقة بخفض الكربون، قال سعادة الطاير: "من أهم الأسس للتحول للمدينة الذكية وجود فكر قيادي وخطة بمؤشرات تستطيع قياسها إلى جانب عناصر هامة مثل الأمان والسلاسة والوعي وقوة التأثير لخلق حياة سعيدة للناس. وتتطلب معادلة نجاح التحول الذكي وجود بيئة محفزة وكفؤة وجاذبة للاستثمار تتمتع بتخطيط حضري متصل ومتكامل وذو كفاءة عالية. كما يتطلب التحول بناء كفاءات وقدرات مبدعة وممكنة تواكب المتطلبات المستقبلية للتحول للمدن الذكية، وابتكاراً تقنياً يتم تسخيره لخدمة وسعادة الناس، وحوكمة وسلاسة وشفافية في توفر المعلومات بما يمكن أصحاب القرار من دراسة الخيارات المتاحة واتخاذ قرارات سريعة آنية وفعالة تخدم أهداف المدينة الذكية، إضافة إلى وجود مصادر متنوعة ومستدامة للطاقة، حيث تساهم هذه الأسس في مجملها وتكاملها في التحول للمدينة الذكية وتعطي نتائج ذكية ومستدامة".
وحول الإجراءات والمبادرات التي تتخذها الهيئة لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 قال سعادة الطاير: "أطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 لتحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وتنويع مصادر الطاقة ورفع مساهمة الطاقة النظيفة لتصل إلى 7% بحلول 2020، و25% بحلول 2030 و75% بحلول عام 2050. وتتكون الاستراتيجية من 5 مسارات رئيسية هي: البنية التحتية، والبنية التشريعية، والتمويل، وبناء القدرات والكفاءات، وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. وأطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي العديد من المشاريع والمبادرات لتحقيق هذا الهدف من بينها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم (في موقع واحد) لإنتاج الكهرباء باستخدام الألواح الكهروضوئية، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وتم تشغيل المرحلة الأولى منه بقدرة 13 ميجاوات في 22 أكتوبر 2013. وتجري الآن الأعمال الإنشائية وفق نموذج المنتج المستقل للمرحلة الثانية بقدرة 200 ميجاوات والتي سيتم تشغيلها في إبريل 2017. ويجري العمل على المرحلة الثالثة من المجمع بقدرة 800 ميجاوات لتنفيذها على مراحل. كما أطلقت الهيئة أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في العالم بقدرة 1000 ميجاوات. ويضم مركز الابتكار مجموعة من مراكز البحوث والتطوير المتخصصة في الجيل القادم من تقنيات الطاقة النظيفة مثل مركز اختبارات الطاقة الشمسية، ومركز بحوث الطائرات من دون طيار، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، باستثمارات في البحوث والتطوير تصل إلى 500 مليون درهم، في مجالات عدة مثل تكامل الشبكات الذكية وكفاءة الطاقة وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. كما أطلقت الهيئة مبادرة "شمس دبي" لتركيب الألواح الشمسية على المنازل والمباني وربطها مع شبكة الهيئة. وتم تطبيق العديد من المشاريع من خلال هذه المبادرة، ولدى الهيئة حالياً أكثرمن 150 مشروعاً".
وأضاف سعادته: "يتضمن مسار التمويل في استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 إيجاد حلول تمويلية للاستثمار في مجال البحث والتطوير المرتبط بالطاقة النظيفة وتطبيقها، ويندرج تحت هذا المسار إنشاء "صندوق دبي الأخضر" بقيمة تصل إلى 100 مليار درهم. حيث سيساهم الصندوق من خلال موارده المالية في توفير قروض ميسرة وأدوات تمويلية لمستثمري قطاع الطاقة النظيفة في الإمارة لتمويل مشاريع القطاع المختلفة.
وأشار سعادة الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي أنشأت شركة "الاتحاد لخدمات الطاقة" (اتحاد إسكو) لتوفير فرص استثمارية وافرة وواعدة للشركات المتخصصة في عقود أداء كفاءة الطاقة إلى جانب المؤسسات المالية، وموردي المعدات والتكنولوجيا الخضراء، وتضمن الأطر التشريعية الجديدة التحوط من كافة المخاطر. ويمكن للمؤسسات المالية أن تكون شريكاً فعالاً في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق رؤية دبي. ويجري العمل على إعادة تأهيل أكثر من 30 ألف مبنى في إمارة دبي لضمان كفاءة استخدام الطاقة في المرحلة الأولى من هذا المشروع، إضافة إلى برامجنا لإدارة الطلب على الطاقة. وتبلغ التكاليف التراكمية لهذا المشروع الإستراتيجي الطموح بالقيمة الحالية حوالي 30 مليار درهم ، في حين أن الوفر بالقيمة الحالية هو حوالي 82 مليار درهم أي بصافي وفورات إجمالية تصل إلى 52 مليار درهم وبمردود اقتصادي. ونولي أهمية بالغة للقضايا البيئية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح سعادة الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تفوقت على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية كذلك عبر خفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى نحو 3.3% مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وانخفضت نسبة الفاقد في شبكات المياه إلى نحو 8.2 % مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية، لتحقق بذلك معدلات عالمية رائدة على صعيد خفض الفاقد المائي. كما حققت الهيئة أفضل النتائج العالمية في معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً، والذي بلغ 3.87 دقيقة انقطاع للمشترك مقارنة مع 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي.