11 فبراير 2015
تحت رعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وفي خطوة رائدة نحو مستقبل مستدام خلال القمة الحكومية 2015 برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، استعرض سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خلال القمة الحكومية 2015، التي تعقد في دورتها الثالثة، في جلسة رئيسية تحت عنوان آفاق المدن الذكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أبرز محطات وإنجازات الهيئة تحقيقاً لمبادرة دبي الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، والتي تهدف لجعل دبي ﺍلمدينة الأكثر سعادﺓ على ﻭجه ﺍلأرض وﺍلتجربة ﺍلأكثر كفاءة وسلاسة ﻭﺃماناً ﻭتأثيراً للمقيمين والزﺍئرين. وقد شارك في الجلسة التي تحدث فيها سعادة/ سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ، كل من سعادة/ فلاح الأحبابي، مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وسعادة/ المهندس حسين ناصر لوتاه ، مدير عام بلدية دبي. بداية، وحول تعريف المدن والخدمات الذكية، قال سعادة/ سعيد محمد الطاير : وفق رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، – نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي – رعاه الله، فإن المدينة الذكية هي التي تحقق سعادة الناس وتسهل سبل العيش وجودة الحياة مع كفاءة استخدام الموارد وسلاسة الخدمات وتكاملها، ومكاناً لأفراد مبدعين وممكنين في مجتمع متماسك يعمل ضمن منظومة اقتصادية مستدامة وتنافسية بمعايير عالمية باستخدام أحدث التقنيات وعناصر الإبتكار الإبداعي. حيث أطلق سموه، رعاه الله، مبادرة دبي الذكية لجعل دبي المدينة الأكثر سعادة على وجه الأرض. كما إن الابداع والابتكار التكنولوجي هو أحد أهم الممكنات الاساسية، لضمان توفر بيئة محفزة ومبدعة بغرض الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بالمدن الذكية، وذلك لإنشاء منظومة تواصل مجتمعي وبنى تحتية ميسرة وكفوءة في مجالات التنقل والإتصالات وخدمات الكهرباء والمياه والتعليم وغيرها. وأضاف سعادته أنه لا يخفى على أحد أن موارد المياه والطاقة والتي تعاني من شحها الكثير من المجتمعات في العالم تعتبر من الموارد الداعمة لحياة الناس وإنها أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، حيث إن من آفاق المدن الذكية توفير الطاقة والمياه للجميع والتركيز على الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة و تقليل الاثر البيئي. والناس هم ركيزة المدن الذكية وأداتها الأساسية للتطوير المستمر والابداع والابتكار وهم يشكلون بفعاليتهم الدعامة الصلبة لنهضة هذه المدن وتطورها. كما أن الحديث عن آفاق المدن الذكية والمستدامة ينبع من رؤى قيادتنا الرشيدة بالعناصر ذات العلاقة ومنها الطاقة المتجددة، الإستدامة، الإقتصاد الاخضر، والحاجة إلى الإبتكار لوضع كافة هذه العناصر في خدمة سعادة الناس. وإن من أهم العناصر اللازمة للمدن الذكية هو التعاون الوثيق بين كافة المعنيين سواء جهات التطوير الحضري أو مقدمي خدمات المياه والكهرباء والإتصالات والمواصلات والتعليم والصحة وغيرها من القطاعين العام والخاص. كما لا ينبغي التركيز فقط على البنى التحتية كعامل رئيسي في عملية التخطيط العمراني، وإنما يتعين طرح الإتصال المعرفي ذو الجودة العالية وتفعيل البنية التحتية المجتمعية والتأكد من توفير الأدوات الكافية لقادة مدن المستقبل الذكية لكي يتمكنوا من تحليل البيانات ورصد التوقعات والمفاجآت والإستجابة لها واتخاذ القرارات المناسبة وإيجاد الحلول الفعالة والكفؤة في إطار الإستخدام الأمثل للموارد. وفي إجابة حول الأسس الرئيسية المطلوبة لبناء أو تحويل المدن الى مدن ذكية، أوضح سعادته أنه من أهم الأسس للتحول للمدينة الذكية وجود فكر قيادي وخطة بمؤشرات تستطيع قياسها إلى جانب عناصر هامة مثل الآمان والسلاسة والوعي وقوة التأثير لخلق حياة سعيدة للناس. كما أنه هناك معادلة نجاح للتحول الذكي، تتطلب بيئة محفزة وكفؤة وجاذبة للإستثمار تتمتع بتخطيط حضري متصل ومتكامل وذو كفاءة عالية، وأفراد مبدعون لأن وجود العنصر البشري مهم ، حيث أن التحول يتطلب بناء كفاءات وقدرات مبدعة وممكنة تواكب المتطلبات المستقبلية للتحول للمدن الذكية، وإبتكار تكنولوجي يسخر لخدمة وسعادة الناس، وحوكمة وسلاسة وشفافية في توفر المعلومات، وبالتالي تمكن أصحاب القرار من دراسة الخيارات المتاحة وإتخاذ قرارات سريعة آنية وفعالة تخدم أهداف المدينة الذكية، بالإضافة إلى وجود مصادر متنوعة ومستدامة للطاقة، حيث تساهم كل هذه الأسس في مجملها وتكاملها في التحول للمدينة الذكية وتعطي نتائج ذكية ومستدامة. وقال سعادة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة في إجابة حول الرؤية لتحول مدينتي أبوظبي ودبي إلى أذكى مدن العالم أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سباقة في مبادراتها سواء في مجال الطاقة والإستدامة أو المجال الإلكتروني والتكنولوجي، حيث حرصت القيادة على تسخير كل الموارد لخدمة الناس والمساهمة في التحول الذكي للوصول إلى إسعادهم على كافة الأصعدة وتحقيق حياة كريمة تمتاز بالرفاهية. وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة كل المقومات للوصول إلى المراتب الأولى عالمياً فقد أضحت الدولة مركزاً ريادياً عالمياً في مجال الإستدامة والتنافسية والإقتصاد الأخضر على هدي رؤية الإمارات 2021 والمبادرة طويلة المدى إقتصاد أخضر لتنمية مستدامة التي اطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، – نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي – رعاه الله. وهدفنا في التحول إلى المدينة الأذكى في العالم واضح ويتمثل في سعادة المجتمع وتوافر خدمات ذكية وآنية وسلسة في أي مكان وعلى مدار الساعة. فتجربتنا في تطبيق استراتيجية الشبكات الذكية هي تجربة مميزة، ومتكاملة بعناصرها وفريدة من نوعها مقارنة بالدول الأخرى في العالم. وجوابا على سؤال أن التكنولوجيا ليست دائما الحل الوحيد لتحويل المدن الى مدن ذكية، وما هي أهم الدروس المستفادة في اختيار واعتماد البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات على نطاق المدينة، وتأثيرها على مستوى معيشة المواطنين والمقيمين، قال سعادته: التكنولوجيا تشكل جانباً هاماً من جوانب تحويل المدن إلى مدن ذكية ، حيث يساهم الإبتكار التكنولوجي المستخدم بطريقة كفوءة وفعالة في تعزيز تجربة حياة سعيدة للمواطنين والمقيمين، وكذلك في جعل المدينة الذكية المكان المفضل للعيش والعمل وجذب الإستثمارات ومقصداً سياحياً للزائرين، ومثالاً يقتدى به على مستوى العالم. فقد دأبت الهيئة على بناء أنظمة مستدامة تعتمد الابتكار التكنولوجي لرفع كفاءة البنى التحتية لخدمات الكهرباء والمياه بأعلى المعايير العالمية مساهمة في خلق اقتصاد تنافسي متطور. فعلى سبيل المثال تمكنت الهيئة من رفع مستوى كفاءة إنتاج الطاقة بنسبة 22 % في الفترة الممتدة بين عامي 2006 و2014 باستخدام أحدث التقنيات وتبني الإبتكارات التكنولوجية. كما تفوقت على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية، وذلك بخفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء إلى حوالي 4 .3% مقارنة مع نسبة 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وانخفضت نسبة الفاقد في شبكات المياه إلى نحو 9 % مقارنة مع حوالي 15% في أمريكا الشمالية لتحقق بذلك معدلات عالمية رائدة على صعيد خفض الفاقد المائي. وتمكنت الهيئة من تحقيق أفضل النتائج العالمية في معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك سنوياً، والذي بلغ 4.9 دقيقة إنقطاع للمشترك في عام 2014 مقارنة مع حوالي 15 دقيقة مسجلة لدى نخبة شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي. وأضاف سعادته : الى جانب التكنولوجيا، فإن هناك عناصر إضافية تتمثل في العنصر البشري المبدع والممكن والذي يشكل حجر الزاوية في ما حوله من عناصر تشكل في مجملها أسس التحول للمدينة الذكية، بجانب العناصر الأخرى كالحوكمة والوعي البيئي المستدام وتوفير معلومات سلسة ضمن تطبيقات ذكية موحدة ومتكاملة تصل الى الناس متخطية حدود الزمان والمكان. فعلى سبيل المثال، خطتنا لإمارة دبي في مجال الشبكات الذكية ستكون تجربة متكاملة وفريدة من نوعها. فقد قامت الهيئة بتطوير استراتيجية الشبكات الذكية التي هي أحد أهم عناصر المدينة الذكية. وقد وضعت الهيئة في هذا الإطار، خطط وبرامج تعزز تخفيض الطلب على الطاقة، وادارة كفاءتها وتحسين العمليات التشغيلية وآليات العمل المنفَّذَة تحت مظلة استراتيجية الشبكات الذكية. وتشمل هذه البرامج بنية تحتية متطورة في قياس بيانات الاستهلاك، إدارة الأصول، إدارة الطلب على الطاقة، أتمتة التوزيع، البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، أتمتة المحطات الرئيسية، تكامل النظام، الإتصالات، وكفاءة واعتمادية وتوافرية امدادات الطاقة. وتابع سعادته : أن أحد أهم عوامل نجاح المدن الذكية هو سلاسة ووفرة الخدمات المتكاملة والمتصلة على مدار الساعة والتي تلبي متطلبات الحياة اليومية، وقد بدأت الهيئة منذ عام 2009 بوضع بصماتها في الخدمات الذكية ، بينما كانت أول هيئة حكومية تكمل التحول الذكي لكافة خدماتها بنسبة 100% خلال أقل من عام من إعلان استراتيجية دبي للتحول الذكي، وقد وصلت نسبة التبني الذكي لخدماتها خلال العام الماضي إلى أكثر من 60 في المئة. كما يوفر التطبيق الذكي الذي أطلقته الهيئة عام 2010 أكثر من 150 خدمة وخاصية تساهم في تسهيل حياة المواطنين والقاطنين بشتى فئاتهم بما في ذلك ذوي الإحتياجات الخاصة عبر إنجاز معاملاتهم في أي وقت ومكان. وفي سؤال حول محورية الخدمات الذكية في تحسين جودة الحياة في المدن وأهم التحديات لتقديم الخدمات الذكية على مستوى المدن، أجاب سعادته: :أن دبي اعتادت على تحويل التحديات إلى فرص تساهم في تحقيق ما نتطلع إليه من انجازات أو نجاحات ريادية. لدينا الكثير من الفرص التي أضحت مشاريع واعدة تخدم مسيرتنا التنموية وتحقق تطلعات حكومتنا الرشيدة. ومن هذه الفرص ما هو متعلق بأحد العناصر الرئيسية للمدن الذكية، وهي الشبكات الذكية حيث تقوم الإمارة ببناء شبكات ذكية بمفهومها الواسع المتكامل كأول شبكة من نوعها في العالم تغطي نطاق انظمة التوليد والنقل والتوزيع وصولا الى المتعامل ، ومستخدمة فيها على سبيل المثال لا الحصر تقنيات اتصالات حديثة: (Radio Frequency, WI Max FiberOptics, BPLC) وتشمل الشبكة الذكية إدارة الطلب، وإدارة الاصول، واتمتة محطات التحويل، واتمتة شبكات التوزيع وتكامل المنظومات، والعدادات الذكية، حيث الشبكة الذكية ستحدث نقلة نوعية في جودة الحياة في دبي. كما إن اشراك كافة المعنيين والمتعاملين كشركاء للهيئة في التعامل مع الشبكات الذكية وتقديم خدماتنا عن طريقها بما يوفر الوقت والجهد والموارد، سيساهم في الحصول على مستويات رضى عالية، إضافة إلى أن الجهد المستمر لنشر الوعي والثقافة ساهم في زيادة نسبة تبني استخدام الخدمات الذكية الى اكثر من 60%، وتعني ان حوالي ثلثي متعاملي الهيئة ينجزون معاملاتهم عبر القنوات الذكية ، هذا مع العلم أننا نجحنا في التحول الذكي لخدماتنا الى نسبة 100% في وقت قياسي . وحول كيفية تعزيز مدن المستقبل للقدرة التنافسية الاقتصادية وزيادة النمو للدولة أوضح سعادته: أن مدن المستقبل تختلف عن المدن التقليدية وتتميز في مؤشراتها وأداءها وكفاءتها. فالمدن الذكية بلا شك ستساهم في تعزيز القدرة التنافسية الإقتصادية للدولة، حيث ستساهم وفرة الخدمات وسلاستها في سهولة الحصول على الخدمات ومزاولة الأعمال بكفاءة عالية، ولذلك أثر إيجابي في تحسين جودة الحياة وجذب الإستثمارات ورؤوس الأموال وترسيخ مكانة المدينة كقطب رائد للمال والأعمال، وتعزيز تنافسيتها ودفع عجلة التنمية فيها بكافة مناحيها. وعلى سبيل المثال تنويع مصادر الطاقة وضمان استدامتها هو أحد اهم الأسس للتحول للمدينة الذكية والمستدامة، حيث يساهم دمج مصادر الطاقة المتجددة وتطبيق برامج إدارة الطلب على الطاقة في المدن الذكية في تعزيز اقتصاد متنوع ومستدام في المدينة الذكية .وسيساهم برنامج تخفيض الطلب على الطاقة بنحو 30 % بحلول 2030، حيث ان التكاليف التراكمية لهذا المشروع الإستراتيجي الطموح ستبلغ حوالي 30 مليار درهم ، في حين أن العوائد ستصل إلى حوالي 82 مليار درهم، اي بصافي وفورات تصل إلى 52 مليار درهم بمردود إقتصادي إيجابي.وأذكر هنا بصعود دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي من المرتبة العاشرة عام 2011 إلى المرتبة السابعة عام 2013 ومنها إلى المرتبة الرابعة عالمياً والأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعامي 2014 و2015 في سهولة الحصول على الكهرباء بحسب نتائج تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، ونعمل للوصول إلى الرقم واحد عالمياً. وحول رؤيته لمدينة المستقبل ومتى ستحقق، أجاب سعادته: رؤيتنا للمدن المستقبل واضحة والتزامنا واضح لتطبيق توجيهات القيادة، وقد قطعنا شوطا بعيدا في تحقيق ذلك، وستكون دبي المدينة الاذكى في العالم خلال السنوات الثلاث القادمة إن شاء الله. ومدينة المستقبل، هي مدينة ذكية متكاملة ومتصلة ومستدامة في مواردها تتمتع بنمو اقتصادي مستدام، ويقطنها افراد متعلمون ومثقفون وموفورو الصحة ضمن مجتمع متماسك ومتكافل. كما هي مدينة سباقة ومبدعة في تلبية حاجات الفرد والمجتمع وبما يحقق في الاجمال سعادة الناس. وبالإضافة إلى ما ذكر، مدينة المستقبل هي أيضاً مدينة مستدامة تسخر مواردها بكفاءة وتتوفر فيها خدمات سلسلة متكاملة، ويسودها الامان وتشكل تجربة فريدة للعيش والاعمال. وهذا الالتزام لن يقتصر على السنوات القادمة بل يتعداها وصولا للمستقبل كون المدن الذكية مدن مستقبلية ومستدامة يشكل الابتكار والابداع أساس استدامتها، وهنا استذكر مقالة سيدي صاحب السمو المعنونة الابتكار أو الاندثار حيث نستنير بما ورد بهذه المقالة ، بأن تحقيق رؤية اليوم سيحفزنا لرؤية اكثر تقدما وطموحا وابتكارا.